تُكثف شركة آبل جهودها لتقليل اعتمادها على العمالة البشرية في تصنيع هواتف آيفون، وذلك من خلال الاستثمار بكثافة في مشاريع الأتمتة.
وتشير التوقعات إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى تقليص عدد العمال في خطوط التجميع بنسبة تصل إلى 50% على مدار السنوات القادمة.
دوافع التحول نحو الأتمتة:
بدأت خطط الأتمتة تأخذ منحنىً جادًا في عام 2022، بعد أن واجهت آبل اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد بسبب جائحة فيروس كورونا واحتجاجات العمال في مصانعها الرئيسية في الصين، والتي تديرها شركة فوكسكون.
أثارت هذه التحديات مخاوف جدية لدى آبل بشأن استقرار وفعالية عملياتها التصنيعية، ممّا دفعها إلى تسريع خططها لأتمتة أكبر قدر ممكن من مراحل الإنتاج.
التحديات التقنية تعرقل مسيرة الأتمتة:
على الرغم من الاستثمارات الضخمة، واجهت جهود آبل لأتمتة إنتاج آيفون تحديات تقنية كبيرة.
فقد أظهرت بعض الوحدات المنتجة عبر خطوط الإنتاج الآلية "ارتفاعًا في معدل العيوب".
وتعود هذه الانتكاسة جزئيًا إلى تعقيدات تركيب مكونات دقيقة مثل الأزرار وجهاز الاستقبال والسماعة واللوحة الرئيسية، والتي تتطلب "تركيبًا دقيقًا بزوايا غير تقليدية".
أثبتت هذه المهام صعوبةً كبيرة على الروبوتات، ممّا اضطر آبل إلى التخلي عن بعض خطط الأتمتة الخاصة بسلسلة آيفون 16 القادمة.
التأثيرات المترتبة على سوق العمل:
من المتوقع أن تُلحق جهود الأتمتة الشاملة لشركة آبل ضررًا بالغًا بعمال تصنيع آيفون، ممّا قد يؤدي إلى فقدان وظائف واسع النطاق.
وتشير التقديرات إلى أن خطط الشركة قد تؤدي إلى تقليص القوى العاملة في خطوط التجميع بنسبة تصل إلى 50% على مدار السنوات القادمة، ممّا يُثير قلق النقابات العمالية والعديد من المدافعين عن حقوق العمال.
مساعٍ لنقل التصنيع خارج الصين:
على الرغم من التحديات التقنية والآثار المترتبة على سوق العمل، تظل آبل مُصممة على المضي قدمًا في خططها للأتمتة.
وتأمل الشركة أن تُساعدها هذه الجهود في نقل المزيد من عمليات التجميع إلى دول خارج الصين، مثل الهند وفيتنام وتايلند، وذلك في إطار سعيها لتنويع سلاسل التوريد وتعزيز قدرتها على التكيف مع الاضطرابات المستقبلية.
تواجه مساعي آبل لأتمتة إنتاج آيفون عقبات كبيرة ناتجة عن تعقيدات التصنيع وتأثيراتها على سوق العمل.
ومع ذلك، تظل الشركة مُصممة على المضي قدمًا في خططها، مستهدفةً تحسين الكفاءة وتقليل الاعتماد على العمالة البشرية مع تعزيز قدرتها على التكيف مع التحديات الجيوسياسية.
.
