الذكاء الاصطناعي العربي يرتقي بـ ALLaM على Azure

أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالتعاون مع مايكروسوفت اليوم عن إتاحة النموذج اللغوي العربي المتقدم “ALLaM” بشكل عام على منصة Microsoft Azure السحابية، في خطوة تهدف إلى تعزيز خدمات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية ودفع عجلة الابتكار على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم العربي. هذا الإعلان تم خلال فعاليات النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN 2024)، التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض من 10 إلى 12 سبتمبر، بحضور معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي.

يعتبر ALLaM نموذجًا لغويًا متقدمًا تم تطويره وتدريبه بواسطة المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لسدايا، وقد أظهر أداءً متميزًا في اختبارات MMLU القياسية للنماذج اللغوية باللغة العربية، حيث حصل على المركز الأول في فئته. يعكس هذا التفوق الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الأبحاث والابتكار في هذا المجال، مما يعزز من مكانتها كمركز عالمي رائد في هذا القطاع الحيوي.

إتاحة ALLaM على منصة Azure تعد خطوة استراتيجية لتعزيز فهم اللغة العربية ومعالجتها وتوليد المحتوى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. بفضل هذا النموذج، يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة متنوعة من التخصصات والمجالات، مما يفتح الباب أمام المؤسسات الحكومية والشركات الناشئة في المملكة والعالم للاستفادة من القدرات المتقدمة في معالجة اللغة العربية، سواء في تحليل البيانات أو تحسين تجربة المستخدم في التطبيقات التكنولوجية.

وفي تعليق على هذه الخطوة، أكد الدكتور مشاري المشاري، نائب مدير مركز المعلومات الوطني في سدايا، أن “إطلاق ALLaM يمثل إنجازًا بارزًا في مسيرة المملكة نحو التميز في مجال الذكاء الاصطناعي”. وأوضح المشاري أن إتاحة النموذج عبر منصة Azure السحابية سيسهم في تعزيز الابتكار وتسهيل الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، مع التركيز على الاحتفاظ بالهوية العربية ودعم اللغة والثقافة في هذا التطور التكنولوجي. وأشار إلى أن التعاون مع مايكروسوفت يُعد خطوة هامة نحو تمكين المؤسسات السعودية من الاستفادة من هذه الابتكارات، مما سينعكس إيجابًا على تحسين الخدمات العامة ورفع جودة الحياة في المملكة.

من جانبه، وصف تركي باضريس، رئيس مايكروسوفت العربية، هذه المبادرة بأنها لحظة حاسمة في مسيرة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون بين سدايا ومايكروسوفت يمثل شهادة على الالتزام المشترك بتمكين الأفراد والمؤسسات على حد سواء لاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأكد باضريس أن العمل مع سدايا لتوفير منصة قوية لدعم تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة للغة العربية والثقافة المحلية يعزز من الجهود المشتركة نحو بناء مستقبل مليء بالفرص والابتكارات.

ويأتي هذا الإعلان في إطار تعاون أوسع بين سدايا ومايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم الإعلان عن مبادرات إضافية خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، منها إنشاء مركز للتميز يهدف إلى تسريع تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى إطلاق أكاديمية مايكروسوفت، التي تهدف إلى بناء جيل جديد من المواهب السعودية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.