الذكاء الاصطناعي يطفئ بريق العملات المشفرة في قمّة دافوس 2024

الذكاء الاصطناعي يطفئ بريق العملات المشفرة في قمّة دافوس 2024

تحوّلٌ ملحوظ عصف بقمة دافوس الاقتصادية 2024، حيث طغى الذكاء الاصطناعي بجاذبيته على ضجيج العملات المشفرة، التي كانت تتصدّر عناوين القمّة لسنوات خلت.

لم يعد الحديث عن صراعات البيتكوين أو ارتفاعات وإنهيارات إيثر هو المسيطر على أروقة منتجع دافوس السويسري، بل حلّ محله نقاشات حامية الوطيس تدور حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في رسم ملامح الاقتصاد والمجتمع العالمي.

لم يحلّ هذا التحوّل بين كبار مستثمري العملات المشفرة وحضور القمة، لكن مشاركتهم هذه المرة بدت خافتةً نوعاً ما، حيث اقتصرت على جلسات هامشية بعيدة عن الأضواء المسلّطة على صعود الذكاء الاصطناعي كـ "نجم دافوس الجديد".

هذا التراجع دفع بالعديد من المراقبين والمحللين الاقتصاديين إلى طرح تساؤلات حول مستقبل صناعة العملات المشفرة، وهل ستتمكن من استعادة بريقها أمام توهج الذكاء الاصطناعي الصاعد.

 

الذكاء الاصطناعي: محرّك التنمية المستدامة

 

جاء تركيز القمة المنعقدة بين 15 و19 يناير 2024 تحت شعار "الذكاء الاصطناعي: قوة دافعة للاقتصاد والمجتمع"، ليعكس هيمنة هذا الموضوع.

وخصص المنتدى أكثر من 30 جلسة لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات من الصحة والزراعة إلى الصناعة والخدمات.

شهدت القمّة عرضاً قوياً من كبرى شركات التكنولوجيا التي برزت كجماهير غفيرة على منصة دافوس.

استعرضت شركة Intel أحدث ابتكاراتها في مجال أشباه الموصلات التي تخدم تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، بينما قدّمت Salesforce حلولها البرمجية السحابية المتقدمة.

ولم تخف الحماسة على وجوه قادة التكنولوجيا الكبار، أمثال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا والرئيس التنفيذي لـ OpenAI سام ألتمان، وهم يناقشون دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية وتحسين حياة البشر، مع التأكيد على ضرورة وضع ضوابط أخلاقية صارمة تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.

لعب الخبراء والباحثون أيضاً دوراً بارزاً في إذكاء نار الحوار حول الذكاء الاصطناعي.

الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، أكد في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" على أن الذكاء الاصطناعي يمثل برنامجاً مستداماً يمهد الطريق لاقتصاد صديق للبيئة ويحقق نقلة نوعية للإنسانية على كافة المستويات.

وأضاف أن الدول التي تتأخر في تبني الذكاء الاصطناعي ستعاني من تراجع اقتصادي ومشاكل بيئية تتفاقم مع الزيادة المستمرة في عدد السكان.

 

تراجع بريق العملات المشفرة: نهاية أم تحوّل؟

 

ورغم حضورها الخافت، لم تغِب العملات المشفرة تماماً عن المشهد.

لا تزال الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال تحاول إثبات وجودها، لكن حماس المشاركين في القمة تجاهها بدا أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية.

يرى بعض المحللين أن هذا التراجع هو أمر طبيعي بعد فترة من الارتفاع الجنوني للأسعار والمضاربات الساخنة التي شهدتها سوق العملات المشفرة.

وأكدوا أن اهتمام المستثمرين بدأ يتجه نحو مجالات أكثر استقراراً، مثل الذكاء الاصطناعي الذي يقدم إمكانيات أكبر ومسارات واضحة لتحقيق العوائد.

من جهة أخرى، يعتقد خبراء آخرون أن تراجع العملات المشفرة لا تعني بالضرورة نهايتها، بل إنها قد تشهد تحوّلاً وتتجاوز دورها السابق كأداة للمضاربة.

الكاتبة الاقتصادية رنى سعرتي أكدت في حديث مع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن العملات المشفرة بحاجة إلى إثبات جدواها العملية.

 

.

المزيد من الأخبار من - sawaliftech