آخر الأخبار
الشرطة الأمريكية تستغل الذكاء الاصطناعي في مكافحة استغلال الأطفال
في خطوة مثيرة للجدل، كشفت دعوى قضائية رفعتها ولاية نيو مكسيكو أن قوات إنفاذ القانون في الولاية قد استخدمت صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة مراهقة “وهمية” بهدف التصدي لمرتكبي الاعتداءات الجنسية واستغلال الأطفال.
الدعوى، التي تم تقديمها ضد تطبيق “سناب شات”، تتهم التطبيق بالفشل في حماية الأطفال من الابتزاز الجنسي وأشكال الاستغلال الأخرى. وكشفت التحقيقات السرية للشرطة أن مسؤولي وزارة العدل في الولاية قد أنشأوا “حساباً وهمياً” على سناب شات باسم فتاة تُدعى “هيذر” وتبلغ من العمر 14 عاماً. باستخدام هذه الشخصية، تمكنت الشرطة من اكتشاف حسابات لأشخاص معروفين بارتكاب اعتداءات جنسية والتواصل معهم.
بدلاً من استخدام صور لنساء بالغين يظهرن بشكل أصغر سناً، كما كان يحدث تقليدياً، اعتمدت الشرطة في هذه الحالة على صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لإقناع المجرمين بأن “هيذر” حقيقية. وقد أثبتت الاستراتيجية نجاحها، حيث تم خداع العديد من المتورطين الذين حاولوا دفع “هيذر” لمشاركة مواد جنسية صريحة.
رغم نجاح العملية في كشف ممارسات مقلقة على “سناب شات”، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق أثار تساؤلات أخلاقية هامة. مع تزايد انتشار الصور الجنسية للأطفال المولدة بالذكاء الاصطناعي، بدأ يتضح أن هذه التقنية قد تفتح أبواباً لمشكلات أخلاقية جديدة تتعلق بموافقة الأطفال على استخدام صورهم في تدريب الذكاء الاصطناعي، وهي مسألة تصبح أكثر إلحاحاً عندما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواد ضارة.
المحامية كاري جولدبرج، التي تمثل ضحايا الاعتداءات الجنسية، أعربت عن قلقها من أن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور اعتداء جنسي على الأطفال، حتى وإن كانت زائفة، قد يؤدي إلى ظهور مواد غير قانونية وقد يسهم في تدفق المزيد من هذه المواد إلى السوق. وأضافت أن استخدام مثل هذه الصور قد يقدم ذريعة للمعتدين للدفاع عن أنفسهم.
وفيما يتعلق بالجانب العملي، تحذر جولدبرج من أن استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي للأطفال الوهميين قد لا يكون كافياً لحماية الأطفال الحقيقيين بالكامل. على الرغم من نجاح التحقيق في جذب المجرمين، فإن استخدام مثل هذه الصور يثير تساؤلات حول مدى فعاليته في تحقيق الهدف الأساسي وهو حماية الأطفال الفعليين.
من جهة أخرى، أظهرت دراسة نُشرت في أغسطس الماضي من قبل معهد أبحاث الشرطة الدولية والحماية العامة بجامعة أنجليا روسكين، أن هناك زيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مسيئة للأطفال على الشبكة المظلمة. الدراسة أظهرت أن أعضاء المنتديات في هذه الشبكة يتعلمون كيفية استخدام الأدوات المتاحة على الإنترنت لإنشاء المحتوى الاستغلالي، ويشاركون النصائح والتوجيهات فيما بينهم، مما يبرز التحديات المتزايدة في مكافحة هذه الظاهرة.
إن هذه التطورات تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه السلطات في محاولاتها لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، وتجعل من الضروري النظر بعناية في الأبعاد الأخلاقية والقانونية لاستخدام التكنولوجيا في هذا المجال.