آخر الأخبار
انطلاق سباق الهيدروجين في السعودية: كاوست وتويوتا وعبداللطيف جميل يقودون التحول
في إطار السعي نحو مستقبل مستدام وخالٍ من الكربون، أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عن توقيع شراكة إستراتيجية مع شركة عبداللطيف جميل للسيارات، الموزع المعتمد لسيارات تويوتا في المملكة منذ عام 1955، ومع شركة تويوتا لتطوير أبحاث خلايا الوقود الهيدروجينية في المملكة العربية السعودية. يأتي هذا التعاون بهدف دعم الجهود الرامية إلى إزالة الكربون من قطاع النقل والقطاعات الأخرى، فضلاً عن تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، بما يتماشى مع **رؤية المملكة 2030**.
مختبر متطور لابتكار خلايا الوقود الهيدروجينية
ضمن هذه الشراكة، حصلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على وحدات خلايا الوقود ذات غشاء التبادل البروتوني (PEM) من شركة تويوتا، مما ساعد في إنشاء مختبر متطور ضمن منصة أبحاث الطاقة النظيفة المخصصة لتطوير تقنيات خلايا الوقود. يتمحور دور المختبر حول دراسة وتحسين أداء خلايا الوقود الهيدروجينية بما يتناسب مع الظروف البيئية الفريدة للمملكة، وتقديم حلول تقنية قادرة على مواجهة تحديات البيئة الحارة والجافة التي تتميز بها السعودية.
البروفيسور ماني ساراثي من جامعة كاوست، والذي يقود هذه الجهود البحثية، أكد على أهمية هذا التعاون، قائلاً: “نحن في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نتطلع إلى التعاون مع شركة تويوتا وعبداللطيف جميل للسيارات لدعم تبني تقنية خلايا وقود الهيدروجين في المملكة. هذا المشروع يعزز التزامنا بتطوير ابتكارات مستدامة، ويسهم في بناء مستقبل أكثر اخضرارًا للمملكة العربية السعودية وخارجها.”
أهداف الشراكة
تهدف هذه الشراكة إلى دفع الابتكار في مجال خلايا الوقود الهيدروجينية وتطويرها بما يتماشى مع رؤية السعودية لتحقيق الحياد الكربوني. يسعى الفريق البحثي بقيادة البروفيسور ماني ساراثي من قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في كاوست إلى دراسة أداء خلايا الوقود وتقييم حساسيتها لعوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة، بهدف تعزيز كفاءتها. يشمل العمل البحثي تجارب ميدانية ودراسات محاكاة تُجرى بدعم مالي وتقني من شركتي تويوتا وعبداللطيف جميل للسيارات.
من خلال هذا التعاون، تسعى الأطراف الثلاثة إلى تحقيق فوائد بيئية واقتصادية واضحة، حيث تركز الدراسات على تحسين كفاءة خلايا الوقود وإيجاد حلول تقنية لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة تُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية على مستوى المملكة والعالم.
إمكانيات المملكة في إنتاج الهيدروجين
تتمتع السعودية بإمكانيات هائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق بفضل مواردها الوفيرة من الطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون. تهدف المملكة إلى إنتاج ما يقرب من 2.9 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، ما يعزز دورها كلاعب رئيسي في الأسواق المحلية والعالمية. يعتبر تطوير خلايا الوقود الهيدروجينية خطوة محورية نحو تحقيق هذا الهدف، ويساعد على تعزيز البنية التحتية للطاقة المتجددة في المملكة.
دعم تويوتا لجهود إزالة الكربون
تعتبر شركة تويوتا من الشركات الرائدة عالميًا في تقديم حلول التنقل الصديقة للبيئة، حيث تستثمر الشركة في تطوير تقنيات متقدمة للمساهمة في مستقبل خالٍ من الكربون. وأكد نوبويوكي تاكيمورا، الممثل الرئيسي لمكتب تويوتا لحلول التنقل والطاقة في المملكة، على التزام تويوتا بدعم الأبحاث في كاوست قائلًا: “نسعى بالشراكة مع فريق الأبحاث في كاوست وعبداللطيف جميل للسيارات لتقديم تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية في المملكة، ودعم الجهود الرامية إلى إزالة الكربون. هذه الشراكة تتماشى مع رؤية السعودية 2030 وتدعم التنوع الاقتصادي والاقتصاد الدائري الكربوني.”
دور عبداللطيف جميل في تعزيز الحلول المستدامة
من جانبه، أكد مازن غازي جميل، المدير العام التنفيذي لعمليات التسويق في عبداللطيف جميل للسيارات، على التزام الشركة بتطوير الحلول المستدامة قائلاً: “نحن في عبداللطيف جميل للسيارات ملتزمون بتسهيل تبني التقنيات الصديقة للبيئة، وخاصة تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية، بهدف جعل المملكة مساهمًا رئيسيًا في التنقل المستدام.” وأوضح أن هذه الشراكة الإستراتيجية تعزز مكانة السعودية كمركز للابتكار في مجال الطاقة النظيفة.
مستقبل الابتكار المستدام في السعودية
تشير هذه الشراكة إلى مستقبل واعد للتقنيات المستدامة في المملكة، حيث ستسهم أبحاث خلايا الوقود الهيدروجينية في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030. بفضل الجهود المتواصلة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتويوتا، عبداللطيف جميل للسيارات، سيكون للمملكة دور ريادي في تطوير الحلول البيئية المستدامة وإزالة الكربون، مما يعزز موقعها كقوة عالمية في مجال الطاقة المتجددة والتنقل النظيف.