آخر الأخبار
انهيار أسهم إنفيديا! خسارة فادحة تقدر بـ 279 مليار دولار
شهدت شركة إنفيديا (NVIDIA)، التي تعد من أبرز الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، تراجعًا حادًا في أسهمها يوم الثلاثاء الماضي، حيث انخفض سهم الشركة بنسبة 9.53%، مما أسفر عن خسارة ضخمة في قيمتها السوقية بلغت 279 مليار دولار. وبهذه الخسارة الكبيرة، حطمت إنفيديا الرقم القياسي السابق لأكبر خسارة في يوم واحد في البورصة الأمريكية، والذي كانت تحمله شركة ميتا (Facebook سابقًا) التي فقدت 232 مليار دولار من قيمتها في يوم واحد عام 2022.
كان السبب الرئيسي لهذا التراجع الكبير هو عدم قدرة إنفيديا على مواكبة توقعات المستثمرين الطموحة بشأن مكاسب الشركة خلال الإعلان عن توقعاتها الربع سنوية. وبينما كانت توقعات المستثمرين تشير إلى أرباح ضخمة نتيجة تطور مجال الذكاء الاصطناعي، فإن نتائج إنفيديا جاءت أقل من المتوقع، مما دفع العديد من المستثمرين إلى بيع أسهمهم على نطاق واسع، وأثار ذلك موجة من القلق حيال مدى توافق الأرباح المتوقعة مع حجم الإنفاق الكبير الذي يتم توجيهه نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد وصلت القيمة السوقية لشركة إنفيديا إلى أعلى مستوياتها في شهر يونيو 2024، حيث تجاوزت 3 تريليونات دولار، مما جعلها ثاني أكبر شركة في العالم بعد مايكروسوفت من حيث القيمة السوقية، متفوقة حتى على شركة آبل في تلك الفترة. لكن مع مرور الوقت، تراجع سهم الشركة بنحو 20% منذ ذلك الحين. ورغم الخسارة الكبيرة التي بلغت 279 مليار دولار، إلا أن القيمة السوقية لإنفيديا منذ بداية العام لا تزال مرتفعة بنسبة 118%، حيث تقدر حاليًا بـ 2.6 تريليون دولار، ما يجعلها واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.
التأثيرات لم تقتصر فقط على إنفيديا، بل امتدت إلى قطاع أشباه الموصلات بشكل عام. فقد شهد مؤشر PHLX، الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة أمريكية في هذا القطاع، تراجعًا بنسبة 7.75%، وهو أكبر تراجع للمؤشر منذ عام 2020. ومن بين الشركات المتضررة كانت شركة TSMC التايوانية، الشريك الرئيسي لشركة إنفيديا في تصنيع أشباه الموصلات، التي تراجع سهمها بنسبة 5%.
كما أن شركة إنتل، التي تواجه العديد من التحديات الخاصة بها، لم تسلم من التراجع، حيث شهدت انخفاضًا في أسهمها بنسبة 9%. جاء هذا التراجع بعد عرض المدير التنفيذي للشركة، بات جيل سنجر، وكبار مدراء الشركة، خطة جديدة تهدف إلى خفض النفقات بهدف تحسين وضع الشركة المالي وتجاوز الصعوبات التي تواجهها في السوق.
يُعد التراجع الكبير في أسهم إنفيديا جزءًا من موجة قلق عام بين المستثمرين حول استدامة أرباح شركات التكنولوجيا الكبيرة، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على تطوير الذكاء الاصطناعي. فمع النمو السريع الذي شهدته هذه الصناعة، يتزايد القلق من أن الاستثمارات الضخمة التي تُضخ في هذا المجال قد لا تؤدي إلى الأرباح المأمولة في الأجل القريب.
هذا القلق دفع المستثمرين إلى اتخاذ خطوات سريعة للتخلص من أسهمهم، ما أدى إلى انخفاض أسعارها. ورغم ذلك، فإن إنفيديا لا تزال إحدى أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، وقادرة على التعافي من هذا الانخفاض بفضل مكانتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.