آخر الأخبار
تحول OpenAI للربحية هل سيؤدي إلى تقييد الوصول إلى التكنولوجيا؟
أعلن سام ألتمان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، خلال اجتماع داخلي مع فريق العمل، أن هيكل الشركة الحالي، الذي يعتمد على مزيج من كيان غير ربحي وآخر ربحي، سيشهد تغييرات جذرية خلال العام المقبل. وقد أشار ألتمان إلى أن الشركة تجاوزت حدود هذا الهيكل التنظيمي المعقد الذي تم تصميمه في البداية ليكون متوافقًا مع رؤية الشركة الرامية إلى تطوير **الذكاء الاصطناعي** بطريقة تخدم المجتمع بشكل عام. ومع ذلك، أصبحت التحديات التنظيمية أكبر مما يمكن استيعابه، مما دفع الشركة إلى النظر في خيارات أكثر فعالية، خاصةً في ظل توسعها الكبير والضخم خلال السنوات الأخيرة.
وفقًا لتقرير نشرته مجلة فورتشن، تحدث ألتمان خلال اجتماع أسبوعي مع الموظفين عن أن OpenAI قد تخطت الحاجة إلى هيكلها التنظيمي المعقد، الذي يعتمد على كيان غير ربحي يتحكم في ذراع ربحي، والذي بدوره يدير شركة قابضة تتحكم في كيان ربحي آخر. وأشار إلى أن هذا الهيكل، الذي كان يعد غير اعتيادي منذ البداية، قد أصبح عائقًا في طريق تطور الشركة وتحقيق أهدافها. ورغم تعقيد هذا النظام، فقد كان ضرورياً في مرحلة من مراحل نمو OpenAI لضمان أن تظل التوجهات غير الربحية جزءًا لا يتجزأ من رسالتها.
من جانب آخر، أوضح التقرير أن الكيان الربحي التابع لـ OpenAI هو ما يجذب الاستثمارات الضخمة من الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت التي استثمرت مليارات الدولارات في الشركة. هذا التدفق الهائل من الاستثمارات عزز موقف الشركة وجعلها أكثر قدرة على منافسة الشركات الكبرى الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي مثل Anthropic وxAI، اللتين تتبعان نماذج أكثر تقليدية من ناحية الربحية والهيكل التنظيمي.
في مقابلة سابقة، قال سام ألتمان إن الهيكل الحالي للشركة “غير اعتيادي” بالفعل، مشيرًا إلى أنه تم تصميمه بهذه الطريقة لأن الذكاء الاصطناعي يُعتبر تقنية غير عادية. كان الهدف من هذا الهيكل تحقيق التوازن بين الابتكار، الذي يعتبر جوهر عمل OpenAI، والمهمة غير الربحية التي كانت الشركة تعمل من خلالها منذ البداية. إلا أن التوسع السريع الذي شهدته الشركة، إلى جانب التحديات التنظيمية، جعل هذا الهيكل غير مناسب في المرحلة الحالية.
في يوليو الماضي، أخبر ألتمان بعض المساهمين بأنه يدرس تغيير هيكل الشركة لتصبح شركة ربحية بالكامل، دون أن تخضع لسيطرة مجلس الإدارة غير الربحي. ووفقًا لتقرير صادر عن موقع “ذي إنفورميشن” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، كان ألتمان قد بدأ بالفعل في مناقشات حول تغيير هيكل OpenAI لتصبح كيانًا ربحيًا بشكل كامل، بما يتناسب مع الشركات المنافسة في السوق. يأتي هذا في وقت سحب فيه الملياردير إيلون ماسك دعوى قضائية كان قد رفعها ضد الشركة، مما أثار مزيدًا من التكهنات حول التغييرات الداخلية في OpenAI.
ورغم أن سام ألتمان لم يقدم تفاصيل دقيقة حول الشكل الجديد للهيكل التنظيمي للشركة، إلا أن المصادر المقربة تشير إلى أن OpenAI قد تتبنى نموذجًا مشابهًا لشركات أخرى مثل Anthropic وxAI، التي تعمل ككيانات ربحية تقليدية. ومع ذلك، لا تزال بعض التفاصيل قيد النقاش، بما في ذلك مدى تأثير هذه التغييرات على الرسالة الجوهرية للشركة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يفيد البشرية جمعاء.
وفي هذا السياق، أكد متحدث رسمي باسم OpenAI أن الشركة لا تزال ملتزمة بتطوير الذكاء الاصطناعي بما يخدم مصلحة المجتمع بأكمله، وأن الكيان غير الربحي سيظل جزءًا من مهمة الشركة الأساسية. لكنه أضاف أيضًا أن الشركة تعمل مع مجلس الإدارة لإيجاد حلول تضمن تحقيق النجاح في مهمتها مع القدرة على التكيف مع التغيرات الجديدة في الصناعة.
من جهة أخرى، تأتي هذه التغييرات المحتملة بعد شهور من الشائعات والتقارير التي تحدثت عن نية سام ألتمان إعادة هيكلة OpenAI لتصبح كيانًا ربحيًا بالكامل وأكثر توافقًا مع رغبات المستثمرين، الذين يرون أن التحول نحو الربحية الكاملة سيسهم في تعزيز فرص الشركة في جذب المزيد من الاستثمارات وتوسيع نطاق عملها. وتعتبر هذه التغييرات خطوة هامة نحو تحسين هيكل الشركة وتبني نموذج أكثر تقليدية يتماشى مع شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، التي تعمل بشكل أساسي وفقًا لنموذج ربحي.
تشير تصريحات ألتمان الأخيرة، التي لم يتم الكشف عنها في العلن إلا مؤخرًا، إلى أن الشركة تتجه فعليًا نحو هذا الاتجاه. ورغم أن OpenAI قد ولدت من رحم فكرة الحفاظ على توازن بين الربحية والمهمة غير الربحية، إلا أن هذا التوازن أصبح أقل وضوحًا مع تطور الشركة ونموها الكبير.
تؤكد هذه الخطوة أيضًا أن OpenAI تدرك أهمية التكيف مع البيئة التنافسية المتسارعة في سوق الذكاء الاصطناعي، والذي يشهد تدفقًا هائلًا من الاستثمارات والمنافسة الشرسة. كما أن التحول نحو نموذج ربحي بالكامل قد يتيح لـ OpenAI المزيد من الحرية في اتخاذ القرارات التجارية والاستثمارية، دون الحاجة إلى الالتزام بالقواعد الصارمة التي يفرضها الهيكل التنظيمي غير الربحي.