يحذر الباحثون في أستراليا من أن قضاء الأطفال وقتًا طويلاً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤثر سلبًا على تطور مهاراتهم اللغوية المهمة.

ووفقًا لمقالة نُشرت في "دورية الجمعية الأمريكية لطب الأطفال"، فإن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات يتفاعلون بشكل أقل مع البالغين، مما يقلل من فرصهم في التعرض لكلمات ومحادثات البالغين، وهي العناصر الأساسية في بناء مهارات اللغة لديهم، مما قد يسبب تأخرًا في تطورهم.

وأشار الباحثون إلى دراسات تظهر أهمية التفاعل الكثيف مع الأطفال والحديث معهم في المنزل لتعزيز تحصيلهم اللغوي وتطورهم الاجتماعي العاطفي.

وعلى الرغم من التوجيهات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2019 التي تنصح بتقليل وقت استخدام الشاشات للأطفال دون سن الخامسة، وتشجيعهم على اللعب والنوم بشكل جيد، فإن الدراسات السابقة تركزت بشكل أساسي على تأثير استخدام الشاشات من قبل الآباء ولم تُبح بتأثير استخدام الأطفال للشاشات.

للتحقق من تأثير استخدام الشاشات على الأطفال، قام فريق من جامعة أديليد في أستراليا بتحليل بيانات حول 220 أسرة تم تسجيلها على مدار ثلاث سنوات باستخدام تقنية التعرف على الكلام.

أظهرت نتائج الدراسة أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية ينعكس سلبًا على كمية الحوار بينهم وبين البالغين في المنزل، مما يعني تلقيهم لعدد أقل من الكلمات والمشاركة في المحادثات بشكل أقل، وهو ما يؤثر على تطور مهاراتهم اللغوية.

كما لوحظ تأثير أكبر لزيادة الوقت المقضى أمام الشاشات عندما يكون الطفل في عمر 36 شهراً.

وحتى بين الأطفال الذين التزموا بالتوصيات الخاصة بمدة استخدام الشاشات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، والتي تقترح أن يكون الوقت أقل من ساعة يوميًا للأطفال دون سن الثالثة، فإن الأطفال قد يفقدون تعلم نحو 400 كلمة يوميًا من الكلمات التي يوجهها البالغون إليهم.

وبينما أمضى الأطفال الذين شملتهم الدراسة حوالي 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميًا، فإن هذا يعني أنهم فقدوا تعلم نحو 1000 كلمة يوميًا.

ومع ذلك، لم تقدم الدراسة معلومات حول ما إذا كانت الأطفال الذين قضوا ساعات طويلة أمام الشاشات لديهم مهارات لغوية أضعف أو مفردات أقل.