آخر الأخبار
من القمة إلى الهاوية: إنتل تحت المجهر في ظل التغيرات الكبرى
في تحول غير متوقع هز عالم التكنولوجيا، أصبحت شركة إنتل، التي كانت تُعتبر رائدة في صناعة الرقاقات الإلكترونية، هدفًا محتملًا للاستحواذ. بعد أن كانت القوة المحركة للثورة الرقمية، تواجه إنتل اليوم تحديات وجودية تهدد مكانتها التاريخية.
عروض الاستحواذ المفاجئة
تلقت إنتل عروض استحواذ من شركة كوالكوم، بالإضافة إلى عرض آخر من شركة أبولو جلوبال مانجمنت لاستثمار 5 مليارات دولار. هذه العروض تشير إلى أن إنتل، رغم الأزمات التي تعصف بها، لا تزال تملك جاذبية كبيرة للمستثمرين، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في هيكلها التنظيمي.
أخطاء استراتيجية فادحة
ما الذي أدى بإنتل إلى هذا المنعطف الحاد؟ يعود السبب إلى سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية. قبل ثلاث سنوات، كانت قيمة إنتل تتجاوز ضعف قيمتها الحالية. ومع تولي بات جيلسينجر منصب الرئيس التنفيذي، كان يسعى لتوسيع قاعدة الشركة من خلال عمليات استحواذ، لكن الأمور تغيرت لتصبح إنتل نفسها هدفًا للاستحواذ. فشلت الشركة في دخول سوق معالجات الهواتف الذكية وأخرت تفاعلها مع تطورات الذكاء الاصطناعي، مما زاد من تفاقم أزمتها المالية.
التحديات المالية والإدارية
عانت إنتل من خسائر فادحة، تصل إلى 7 مليارات دولار في 2023، نتيجة لاستثمارات غير مدروسة في مصانع جديدة. كما لم تتمكن من تحقيق الأهداف الطموحة للمبيعات، مما أدى إلى تسريح 15 ألف موظف وتعليق توزيعات الأرباح. تنتقد السوق قرارات جيلسينجر، وتعتبر أن تركيزه على توسيع المصانع كان قرارًا غير موفق.
سلسلة من الأحداث المؤسفة
لم تكن أخطاء إنتل محصورة في السنوات الأخيرة فقط، بل بدأت منذ عقدين عندما قررت التركيز على تطوير معالجات الحواسيب، متجاهلة سوق الهواتف الذكية. ورغم أن إنتل كانت رائدة في التسعينيات، إلا أن التركيز الزائد على سوق الحواسيب كلفها الكثير في ظل طفرة الأجهزة المحمولة.
الإخفاق في مواكبة التطورات
فشلت إنتل في الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أُتيحت لها فرصة الاستثمار في شركة OpenAI لكنها رفضت العرض. في الوقت نفسه، كانت إنتل تتجاهل أهمية وحدات معالجة الرسومات، مما زاد من الفجوة بينها وبين منافسيها مثل إنفيديا وAMD.
الاستحواذ وارتباط الأمن القومي
تعتبر إنتل رمزًا للتفوق التقني الأمريكي، مما يجعل مصيرها مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي للولايات المتحدة. حصلت إنتل مؤخرًا على تمويل كبير من الحكومة، مما يعكس أهمية وجودها في سوق أشباه الموصلات.
ما ينتظر إنتل
تعمل إنتل حاليًا على إعادة هيكلة عملياتها وتركز على تطوير رقاقات جديدة. تواجه الشركة لحظة حرجة، إذ تتصارع قوى السوق والسياسة لتحديد مستقبلها. فهل ستقبل بعروض الاستحواذ، أم ستسعى لإعادة الهيكلة بشكل مستقل؟ الإجابة عن هذا السؤال قد تحدد شكل سوق أشباه الموصلات في السنوات المقبلة.