آخر الأخبار
هل تواجه بورشه أزمة في الصين؟ تراجع مبيعات سياراتها الكهربائية يثير القلق
تعمل شركة “بورشه” الألمانية على تحسين علاقاتها مع تجار التجزئة الصينيين في ضوء تراجع مبيعات السيارات الكهربائية، مما يضطر الشركة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها للتحول بعيدًا عن السيارات ذات محركات الاحتراق التقليدية. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من محاولة “بورشه” للتكيف مع التغيرات السريعة في سوق السيارات الصيني.
تشهد بورشه حاليًا نقاشات مكثفة مع تجار التجزئة الصينيين حول كيفية تعديل استراتيجياتهم التجارية وخدمة العملاء بما يتناسب مع التغيرات الحاصلة في السوق. لم تُفصح “بورشه” عن تفاصيل محددة بشأن الاتجاه الجديد الذي ستتبعه، لكنها أكدت على خطط للعمل بشكل أوثق مع الشركاء الصينيين. تهدف هذه المحادثات إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين الجانبين من أجل تحقيق نتائج أفضل في المستقبل.
تواجه “بورشه” وشركات صناعة السيارات الغربية الأخرى تحديات كبيرة في سوق السيارات الكهربائية الصيني. مع تزايد المنافسة من الشركات المحلية وزيادة عروضهم في السوق، شهدت حصة بورشه تراجعًا ملحوظًا. في الوقت نفسه، تأثرت المبيعات بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين الناتج عن أزمة العقارات، مما أدى إلى تراجع الطلب الإجمالي على المركبات الكهربائية.
أدى تراجع الاقتصاد الصيني إلى انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية، مما دفع الشركات المصنعة وتجار التجزئة إلى خفض الأسعار للحفاظ على قدرتهم التنافسية. ومع ذلك، تسببت هذه التخفيضات في الأسعار في تقليص الهوامش الربحية للتجار والمصنعين، مما زاد من تعقيد الوضع.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، يطالب بعض تجار “بورشه” في الصين الآن بتعويضات عن بيع السيارات الكهربائية بخسارة، معترضين على أهداف المبيعات الطموحة لهذا العام. في العام الماضي، شكلت الصين ما يقرب من ربع إجمالي تسليمات “بورشه”، مما يبرز أهمية السوق الصيني للشركة الألمانية.
شهدت “بورشه” انخفاضًا في تسليماتها بالسوق الصينية بنسبة 15% في عام 2023، واستمر هذا الاتجاه التنازلي خلال العام الحالي، حيث سجلت العلامة التجارية انخفاضًا بنسبة 24% في الربع الأول من العام. كما تأثرت تسليمات الشركة إلى أمريكا الشمالية، التي انخفضت بنسبة 23% في نفس الفترة، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأخير الشحنات المتعلقة بالجمارك.
لم تكن التوترات بين الموزعين الصينيين وشركات صناعة السيارات الألمانية أمرًا جديدًا. على سبيل المثال، قامت علامة “أودي” التجارية التابعة لشركة “فولكس واجن” بتسوية نزاع مع تجار التجزئة الصينيين في عام 2017 من خلال دفع تعويضات لم يتم الكشف عنها. وفي عام 2015، دفعت شركة “بي إم دبليو” 820 مليون دولار لتجار التجزئة التابعين لها في الصين للمساعدة في تغطية الخسائر.
من الواضح أن “بورشه” تدرك أهمية السوق الصيني وضرورة التكيف مع تغيراته السريعة. تعمل الشركة بجد لتعزيز علاقاتها مع الشركاء المحليين وتحسين استراتيجياتها لتلبية احتياجات السوق المتغيرة. من المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحسين أداء “بورشه” في السوق الصينية وتعزيز قدرتها التنافسية في مجال السيارات الكهربائية.