تحدي العقوبات الأمريكية:
تواجه شركة هواوي العملاقة تحديات كبيرة منذ إدراجها على القائمة السوداء الأمريكية في عام 2019، مما أدى إلى صعوبات في الحصول على المكونات الحيوية لتقنياتها المتطورة، خاصة في مجالي الذكاء الاصطناعي وهواتف الجيل الخامس.
خطوة نحو الاكتفاء الذاتي:
ولكن بدلاً من الاستسلام لهذه العقوبات، تسعى هواوي جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي من خلال تطوير حلولها الخاصة.
وتأتي أحدث خطواتها في هذا الاتجاه من خلال تعاونها مع شركات صينية محلية لتطوير رقائق HBM عالية النطاق الترددي، والتي تُعدّ مكونًا أساسيًا في بنية الحوسبة المستخدمة في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
شراكات استراتيجية:
تضمّ شراكة هواوي الجديدة كلاً من شركة "ووهان شنشن" لتصنيع الرقائق، وشركتي "Jiangsu Changjiang Electronics Tech" و"Tongfu Microelectronics" لتجميع الدوائر المتكاملة.
وتُعدّ تقنية "Chip on Wafer on Substrate" التي ستستخدمها هذه الشركات تقنية تجميع متقدمة لوضع أنواع مختلفة من أشباه الموصلات في حزمة واحدة، بما في ذلك وحدات معالجة الرسومات (GPU) ورقائق HBM.
منافسة قوية:
يدخل سوق رقائق HBM لاعبًا جديدًا قويًا يتمثل في هواوي، مما يُشكل تهديدًا مباشرًا لهيمنة الشركات الكورية الجنوبية مثل سامسونج وSK Hynix، اللتان تستحوذان معًا على 50% من حصة السوق العالمية في عام 2024.
طموحات صينية متنامية:
تُظهر خطوة هواوي هذه عزم الصين على تقليص اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية، خاصة في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي.
وتُشير التقديرات إلى أن الصين لا تزال في المراحل المبكرة من تطوير رقائق الذاكرة عالية التردد، ولكن معدل تقدمها السريع يُتوقع أن يجذب اهتمامًا كبيرًا من المحللين والمراقبين في ظل قيود واشنطن على وصول بكين إلى تقنيات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
نجاحات سابقة:
حققت هواوي بالفعل نجاحًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال معالجها Ascend 910B، والذي يُعدّ بديلًا قويًا لوحدة معالجة الرسومات A100 من إنفيديا داخل السوق الصيني.
وقد جذب هذا المعالج اهتمام العديد من الشركات التقنية العملاقة في الصين مثل تنسنت وبايت دانس وبايدو.
مستقبل واعد:
تُشير خطوات هواوي الجادة في مجال رقائق HBM، إلى عزمها على المضي قدمًا في رحلتها نحو الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
وتُعدّ هذه الخطوة بمثابة تحدٍّ صريحٍ لهيمنة الشركات الأجنبية في هذا المجال، وتُؤكد على طموحات الصين المتنامية في مجال التكنولوجيا.
.
