آخر الأخبار
هيمنة فردية على الفضاء: مخاوف من احتكار الأقمار الصناعية
أصبحت هيمنة الملياردير إيلون ماسك على الفضاء حقيقة ملموسة مع إطلاق شركة SpaceX قمرها الصناعي رقم 7,000، حيث بات ثلثا الأقمار الصناعية النشطة في المدار تحت سيطرته. شهد الأسبوع الماضي إطلاق الصاروخ Falcon 9 من رأس كانافيرال بولاية كاليفورنيا، حاملاً 21 قمرًا صناعيًا جديدًا لشبكة Starlink. وقد أشار ماسك في منشور على منصة X (تويتر سابقاً) إلى أن “أقمار Starlink تمثل نحو ثلثي الأقمار الصناعية النشطة حول العالم”، مما يبرز حجم النفوذ الذي تمتلكه SpaceX في هذا القطاع.
وفقًا للبيانات الصادرة عن منظمة CalesTrak، تمتلك SpaceX حالياً حوالي 6,370 قمرًا صناعيًا نشطًا في المدار الأرضي المنخفض، بالإضافة إلى مئات الأقمار غير النشطة أو تلك التي خرجت عن المدار. وتعد هذه الشبكة الفضائية الضخمة جزءًا من خطط ماسك لتقديم خدمات الإنترنت والاتصالات في جميع أنحاء العالم عبر Starlink، حيث تمثل أقمارها حوالي 62% من مجموع الأقمار الصناعية العالمية، وهو ما يفوق أقرب منافسيها OneWeb بعشرة أضعاف.
وقد شهدت السنوات الثلاث الأخيرة زيادة هائلة في عدد أقمار Starlink، حيث تضاعف العدد بمقدار ستة أضعاف، مما جعل SpaceX تتفوق على كافة المنافسين في هذا المجال. وتعد شركة OneWeb، التي تملكها شركة Eutelsat الفرنسية، أقرب المنافسين لشركة SpaceX، إلا أنها اضطرت إلى الاعتماد على صواريخ SpaceX لإطلاق أقمارها الصناعية بعد أن ألغت شراكتها مع شركة Soyuz الروسية بسبب التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.
تثير هذه الهيمنة المتزايدة لشركة SpaceX قلقاً متزايداً في الأوساط التشريعية حول العالم، حيث يُنظر إلى مقدار القوة التي يملكها ماسك من خلال سيطرته على شبكة Starlink العملاقة. وقد أشار ماسك في وقت سابق عبر منصة X إلى هذا النفوذ بقوله: “بين شركات Tesla وStarlink وTwitter، قد يكون لديّ بيانات اقتصادية عالمية في الوقت الفعلي أكثر من أي شخص آخر على وجه الأرض.”
وتخطط شركة SpaceX لإطلاق ما يصل إلى 42 ألف قمر صناعي إضافي لإكمال مجموعتها الفضائية، مما يتيح لها تقديم خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية في جميع أنحاء العالم. تعمل الشركة حاليًا في 102 دولة، وتضم أكثر من 3 ملايين زبون يدفعون رسومًا شهرية تبلغ حوالي 300 دولار للحصول على خدمات Starlink. هذه الخطط الطموحة تجعل SpaceX لاعبًا أساسيًا في مستقبل الاتصالات العالمية، في الوقت الذي تواصل فيه توسعها بسرعة غير مسبوقة.