آخر الأخبار
أمازون تؤجل إطلاق النسخة المحدثة من “أليكسا” إلى عام 2025 بسبب مشكلات في الذكاء الاصطناعي

في خطوة مفاجئة، أعلنت أمازون عن تأجيل إطلاق النسخة المحدثة من مساعدها الصوتي الذكي “أليكسا” إلى عام 2025، بعدما كان من المقرر طرحها في نهاية عام 2024. هذا التأجيل يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الشركة في تطوير النسخة الجديدة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا نماذج اللغة الكبيرة التي تعتمد عليها النسخة الجديدة من المساعد الصوتي.
التحديات التقنية وراء التأجيل
وفقًا لتقارير بلومبرغ، فإن أمازون واجهت صعوبات كبيرة في تحسين أليكسا ليتوافق مع متطلبات الذكاء الاصطناعي الحديث. كان الهدف من النسخة المحدثة هو جعل أليكسا أكثر قدرة على فهم الأسئلة المعقدة والمتقدمة، وذلك باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة. لكن في المقابل، تبين أن أليكسا الجديدة أصبحت عرضة لبعض الأخطاء في المهام الأساسية التي كان النسخة السابقة تؤديها بكفاءة عالية، مثل ضبط المؤقتات والتحكم في الإضاءة الذكية. وتُعتبر هذه المهام جزءًا من الوظائف اليومية الأساسية التي يعتمد عليها المستخدمون في تفاعلهم مع المساعد الصوتي.
تأجيل الموعد الأصلي للإطلاق
كانت أمازون قد خططت سابقًا للكشف عن النسخة الجديدة من أليكسا في أكتوبر 2024، حيث كان من المفترض أن تكون جاهزة للإصدار في مرحلة الاختبار التجريبي (بيتا). ولكن، وفي ضوء المشكلات التي ظهرت خلال عملية التطوير، قررت الشركة تأجيل الموعد إلى عام 2025. في الوقت نفسه، قررت أمازون تعديل خططها لهذا العام، واستخدمت الموعد الأصلي للكشف عن منتجات جديدة من أجهزة “كيندل”، بدلاً من إطلاق النسخة المحدثة من أليكسا.
إدخال الذكاء الاصطناعي في “أليكسا”
كانت أمازون قد خططت لتزويد أليكسا بنموذج الذكاء الاصطناعي Claude من شركة أنثروبيك، وهو نموذج مشابه لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها منصات مثل ChatGPT. ومع تزايد شعبية ChatGPT في العامين الأخيرين، قررت أمازون أن تتيح أليكسا الاستفادة من نفس القدرات في الذكاء الاصطناعي لتنافس في مجال المساعدات الصوتية المتقدمة.
ورغم الحماس الكبير وراء هذه التحديثات، واجهت أمازون العديد من التحديات التقنية في تطبيق الذكاء الاصطناعي على أليكسا. ففي اختبار داخلي، طُلب من أليكسا تقديم إجابات على أسئلة رياضية معقدة، إلا أن النتائج كانت بعيدة عن الكمال، حيث سجل المساعد الصوتي إجابة غير دقيقة عن نتيجة مباراة رياضية حديثة، وهو ما أظهر ضعف قدرات أليكسا في التعامل مع البيانات الحية والمعقدة.
زيادة الهيكل الإداري وغياب الرؤية المحفزة
بالإضافة إلى التحديات التقنية، أفادت تقارير بأن مشكلة أمازون في تطوير النسخة المحدثة من أليكسا لا تقتصر على الذكاء الاصطناعي فقط، بل تشمل أيضًا زيادة الهيكل الإداري داخل الشركة، مما أثر على سرعة التنفيذ وتحقيق التقدم. وقال بعض الموظفين في أمازون لوكالة بلومبرغ إن هناك شعورًا بعدم وجود رؤية محفزة قوية للمشروع في مراحل التطوير، مما تسبب في تأخير العملية وعدم وضوح الأهداف طويلة المدى للمشروع.
الخطط المستقبلية لمساعد “أليكسا”
رغم التأجيلات، يظل أليكسا من أهم المنتجات التي تعتمد عليها أمازون في استراتيجية تعزيز وجودها في السوق التكنولوجي. وأعلنت الشركة أنها ستستمر في تحسين المساعد الصوتي من خلال إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بينما تواصل استكشاف إمكانيات دمج أليكسا مع الأجهزة الذكية المتطورة من أمازون، مثل أجهزة أمازون إيكو، بالإضافة إلى تحسين الأداء العام للمساعد الصوتي في تلبية احتياجات المستخدمين.
وبينما كانت أمازون تأمل في أن يصبح أليكسا محركًا أساسيًا في عالم المساعدات الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يظل الطريق أمامها طويلًا لتحقيق هذا الهدف. ومع تطور المنافسة في هذا المجال، بما في ذلك من شركات مثل أبل وجوجل وميكروسوفت، فإن نجاح أليكسا في المستقبل يعتمد على القدرة على التغلب على المشكلات الحالية وتقديم تجربة مستخدم أكثر دقة وفعالية.
رؤية بعيدة المدى لذكاء اصطناعي أكثر تطورًا
إذا كان أليكسا قد واجه تحديات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، إلا أن أمازون لا تزال تبذل جهدًا كبيرًا في تحسين الأداء وتقديم تجارب جديدة للمستخدمين. إن الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة هما من المجالات التكنولوجية التي ستستمر في التطور بشكل سريع، ويبدو أن أمازون ملتزمة بمواكبة هذا التطور، رغم التحديات التي تواجهها في دمج هذه التقنيات بنجاح في أليكسا.