آخر الأخبار
إنتل تعلن مغادرة الرئيس التنفيذي Patrick P. Gelsinger وسط تحديات ضخمة

أعلنت شركة إنتل في بيان رسمي، أن بات غيلسنجر، الرئيس التنفيذي للشركة، قد غادر منصبه رسميًا في الأول من ديسمبر 2024، بعد فترة طويلة من العمل في الشركة امتدت لأكثر من أربعة عقود. كان غيلسنجر قد عاد إلى إنتل في فبراير 2021 لتولي منصب الرئيس التنفيذي خلفًا لـ بوب سوان، حيث كان الهدف الأساسي هو إعادة إحياء الشركة التي كانت تواجه تحديات كبيرة على مستوى الأداء والابتكار. إلا أن جهوده لم تُحقق النتائج المرجوة في ظل المنافسة الشرسة في صناعة أشباه الموصلات.
التحديات التي واجهت إنتل تحت قيادة غيلسنجر
خلال فترة غيلسنجر في منصب الرئيس التنفيذي، واجهت إنتل مجموعة من الصعوبات التي أدت إلى تراجع أدائها بشكل ملحوظ في عدة مجالات. من أبرز هذه التحديات:
- التأخر في إطلاق التقنيات الجديدة: عانت إنتل من تأخر كبير في طرح تقنيات متقدمة في سوق المعالجات، وهو ما أتاح الفرصة لشركات مثل إنفيديا للاستفادة من هذا التأخير وتوسيع حصتها في سوق الذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي أصبح أكثر تنافسية.
- المشكلات التقنية في المعالجات: واجهت إنتل أيضًا مشكلات متكررة في استقرار المعالجات، ما أثر سلبًا على سمعتها في السوق. أدى ذلك إلى تقليص ثقة الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية في منتجاتها، وهو ما ساهم في تباطؤ المبيعات.
- الخسائر التشغيلية: في عام 2023، أعلنت الشركة عن خسائر تشغيلية ضخمة في قطاع تصنيع الرقاقات بلغ قدرها 7 مليارات دولار. هذا التأثير المالي دفع الشركة إلى اتخاذ قرارات صعبة تشمل تسريح أكثر من 15 ألف موظف في محاولة لتقليص التكاليف.
- التحديات المرتبطة بالتوسع: بالإضافة إلى ذلك، أعلنت إنتل في سبتمبر 2023 أنها ستفصل وحدة تصنيع الرقاقات لتصبح شركة مستقلة، كما قامت بتعليق خطط بناء مصانع أشباه الموصلات في بولندا وألمانيا، رغم حصولها على دعم حكومي بقيمة 8 مليارات دولار من خلال قانون CHIPS الأمريكي، المخصص لدعم صناعة أشباه الموصلات في البلاد.
شائعات الاستحواذ وتأثيراتها
في وقت لاحق من عام 2023، ظهرت شائعات حول إمكانية استحواذ شركة كوالكوم على إنتل، إلا أن كريستيانو آمون، الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم، نفى تلك الشائعات وأكد أنه لا توجد خطط حاليًا لقيام شركته بأي استحواذات كبيرة في هذا السياق. ورغم هذه التكهنات، لم تتضح الصورة بعد بشأن المستقبل الاستراتيجي لإنتل في ظل هذه الضغوط.
الإدارة المؤقتة وإجراءات جديدة
بعد استقالة غيلسنجر، قررت إنتل أن يتولى القيادة بشكل مؤقت كل من ديفيد زينسنر، المدير المالي للشركة، وميشيل جونستون هولثاوس، المديرة التنفيذية لمنتجات إنتل. وستعمل هذه الإدارة المؤقتة على توجيه الشركة خلال الفترة القادمة لحين تعيين رئيس تنفيذي دائم. يتوقع العديد من الخبراء أن تشهد إنتل مرحلة جديدة تتطلب تغييرات جذرية في استراتيجيتها لمواكبة التحولات السريعة في سوق أشباه الموصلات.
تصريحات غيلسنجر
في بيانٍ صحفي له بعد مغادرته منصبه، قال بات غيلسنجر: “قيادة إنتل كانت شرف حياتي المهنية، وأنا فخور بكل ما حققناه معًا. لقد كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات الكبيرة، واتخذنا قرارات صعبة، لكننا اضطررنا إليها للتكيف مع التغيرات السريعة في السوق. إنتل كانت وستظل جزءًا كبيرًا من حياتي المهنية”. هذه الكلمات تعكس التقدير الكبير الذي يشعر به غيلسنجر تجاه الشركة، رغم التحديات التي واجهها خلال قيادته.
المرحلة القادمة لإنتل
في ظل هذه التغيرات، تركز إنتل الآن على مرحلة جديدة من القيادة مع آمال كبيرة في تحسين أدائها في الأسواق العالمية. تعمل الشركة على تعزيز قدرتها في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات من خلال خطط استراتيجية جديدة تأمل أن تساعد في استعادة مكانتها البارزة في هذا القطاع الحيوي.