آخر الأخبار
الإمارات تتفوق على فرنسا وألمانيا في مجال الذكاء الاصطناعي: كيف نجحت في ذلك؟

في إطار سعيها المستمر لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمًا لافتًا في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي تقرير معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي لعام 2024، احتلت الإمارات المركز الخامس عالميًا، متفوقة بذلك على دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وكندا وسنغافورة، وهو ما يعكس جهودها الحثيثة لبناء بيئة محفزة للابتكار في هذا المجال المتقدم.
الولايات المتحدة في صدارة الذكاء الاصطناعي
من بين 36 دولة تم تقييمها في تقرير معهد ستانفورد، تصدرت الولايات المتحدة عالم الذكاء الاصطناعي، تليها الصين والمملكة المتحدة، ثم الهند في المرتبة الرابعة، ومن ثم الإمارات في المركز الخامس. هذا التصنيف يعتمد على أداة “Global Vibrancy” التي طورها المعهد لقياس الحيوية والتطور في مجال الذكاء الاصطناعي عبر مؤشرات متعددة تشمل حجم الأبحاث العلمية، الاستثمارات، وبراءات الاختراع المسجلة.
فيما يتعلق بالاستثمارات، تواصل الولايات المتحدة الهيمنة على القطاع، حيث اجتذبت استثمارات بقيمة 67.2 مليار دولار في عام 2023، في مقابل 7.8 مليارات دولار فقط للصين. كما تبرز الولايات المتحدة في تطوير نماذج التعلم الآلي، حيث أنتجت 61 نموذجًا متقدمًا مقارنة بـ 15 نموذجًا للصين.
العوامل الرئيسية وراء تفوق الإمارات في الذكاء الاصطناعي
تفوق الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي ليس محض صدفة، بل هو نتاج لرؤية استراتيجية واضحة واستثمارات ضخمة في هذا المجال الحيوي.
1. رؤية استراتيجية طموحة
وضعت الإمارات خطة شاملة لتحويل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي. وزيّنت هذه الرؤية بميزانيات كبيرة لاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وتطوير الكوادر البشرية المؤهلة.
2. بيئة تنظيمية محفزة
تعتمد الإمارات على بيئة تشريعية مرنة تحفز على الابتكار والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها وجهة مفضلة للشركات العالمية مثل مايكروسوفت وإنفيديا وكوالكوم. في سبتمبر 2023، افتتحت مايكروسوفت أول مركز تطوير هندسي لها في أبوظبي، في خطوة تعكس التزام الإمارات بتعزيز مكانتها كمركز للتكنولوجيا المتقدمة.
3. الاستثمار في البحث والتطوير
تستثمر الإمارات في إنشاء مراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مثل معهد أبوظبي للابتكار التكنولوجي، مما يعزز من إنتاج أبحاث علمية تطبيقية ويشجع على تطوير حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات السوق.
4. التدريب وتنمية الكوادر البشرية
تتخذ الإمارات خطوات كبيرة نحو تدريب وتأهيل مواطنيها في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تستقطب الخبرات العالمية لدعم نقل المعرفة. في تقرير من لينكدإن، أُعلن أن الإمارات تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث جذب مواهب الذكاء الاصطناعي مقارنة بحجم السكان، متفوقة على دول مثل سويسرا ولوكسمبورغ.
5. التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي
تستخدم الإمارات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة والنقل. على سبيل المثال، طورت مجموعة “G42” نموذجًا لغويًا متقدمًا في مجال معالجة اللغة الطبيعية العربية، مما يعزز من كفاءة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السوق العربية.
تأثير هذا الإنجاز على الإمارات
يُعد هذا التصنيف خطوة هامة نحو تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي، ويُسهم في:
- جذب الاستثمارات العالمية: التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يعزز من قدرة الإمارات على جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في القطاع التكنولوجي.
- خلق فرص عمل: يوفر هذا التقدم فرص عمل جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي ويشجع على تطوير الكوادر البشرية المتخصصة.
- تحسين الخدمات الحكومية: مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين كفاءة وفعالية الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين والمقيمين.
- تعزيز التنمية الاقتصادية: يشكل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق التنوع الاقتصادي في الإمارات بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
تحقيق الإمارات للمركز الخامس عالميًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي يمثل إنجازًا كبيرًا يثبت قدرتها على المنافسة في هذا المجال الحيوي. مع استمرار الجهود المبذولة في البحث والتطوير، من المتوقع أن تواصل الإمارات تعزيز مكانتها في قيادة الابتكار التكنولوجي على المستوى العالمي، مما سيتيح لها أن تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.