آخر الأخبار
بايدو تكشف عن تقنيات مبتكرة في الذكاء الاصطناعي: تطوير التطبيقات دون حاجة للبرمجة

في خطوة جديدة نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “بايدو” الصينية، المعروفة بتفوقها في محركات البحث، عن مجموعة من التطبيقات المتقدمة لتقنياتها في هذا المجال. أبرز هذه الابتكارات هو تطوير أدوات تمكن المستخدمين من إنشاء تطبيقات برمجية دون الحاجة إلى خبرة في البرمجة، بالإضافة إلى تقنية متطورة لتحويل النصوص إلى صور، التي تعد بمثابة قفزة نوعية في تحسين دقة نتائج هذه التقنية.
تسعى بايدو إلى تقديم حلول منافسة لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل GPT من “OpenAI”، حيث بدأت الشركة تركّز بشكل متزايد على تطوير وتسويق تطبيقات نماذج اللغة الكبيرة (LLM) من خلال استثمارات ضخمة في البحث والتطوير على مدار العامين الماضيين. وفي إطار جهودها تلك، عرضت الشركة أحدث تقنياتها خلال مؤتمرها السنوي “بايدو وورلد”، الذي شهد تقديم عدد من الابتكارات المثيرة.
أحد أبرز التقنيات التي تم الكشف عنها هو “I-RAG”، وهي تقنية متطورة لتحويل النصوص إلى صور. وتستفيد هذه التقنية من قدرات البحث المتقدمة لشركة بايدو لحل مشكلة “الهلوسة” التي قد تؤدي إلى إنشاء صور غير دقيقة أو لا تتناسب مع النص المُدخل. بفضل هذه التكنولوجيا، يتم تحسين دقة الصورة باستخدام معلومات يتم جلبها من مصادر خارجية، مما يعزز من موثوقية النتائج.
أما في مجال تطوير البرمجيات، فقد قدمت بايدو أداة جديدة تسمى “مياودا Miaoda”، والتي تعتمد على نموذج اللغة الكبير الخاص بالشركة لتوليد الأكواد البرمجية. هذه الأداة تمكّن المستخدمين من تطوير تطبيقات خاصة بهم بكل سهولة، حتى بدون أي خلفية برمجية. وبذلك، توفر بايدو حلاً مبتكرًا للأشخاص الذين يرغبون في دخول عالم البرمجة وتطوير التطبيقات لكنهم يفتقرون للمهارات التقنية المتخصصة.
في سياق حديثه عن تطور الذكاء الاصطناعي في الشركة، أعلن “روبن لي”، الرئيس التنفيذي لبايدو، أن روبوت الذكاء الاصطناعي “إرني Ernie” يعالج حاليًا أكثر من 1.5 مليار طلب يومي، بزيادة كبيرة بلغت 200 مليون طلب مقارنة بشهر مايو الماضي. هذه التفاعلات تشمل مجموعة واسعة من المهام مثل إنشاء النصوص، الإجابة على الأسئلة، والمساعدة في تطبيقات متعددة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كما تواصل شركة بايدو تعزيز جهودها في تسويق هذه التقنيات عبر ما يعرف بـ “وكلاء الذكاء الاصطناعي”، وهي تطبيقات مخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المستخدمين الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تم دمج هذه التقنيات ضمن منتجات الشركة الحالية، مما يتيح للعملاء الوصول إليها عبر الخدمات السحابية.
من ضمن الابتكارات الأخرى التي تم الكشف عنها في المؤتمر، كانت نظارات ذكية جديدة مزودة بمساعد ذكي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. النظارات تأتي مجهزة بكاميرات لالتقاط الصور والفيديوهات، كما تدعم التفاعل الصوتي مع روبوت “إرني”، ما يعزز من تجربة المستخدم في تفاعل تكنولوجي سلس وعصري.
على الرغم من هذه النجاحات التكنولوجية، إلا أن أسهم شركة بايدو قد شهدت تراجعًا بنسبة 26% منذ بداية العام الجاري، وذلك بعد أن خيبت بعض عروضها في مجال الذكاء الاصطناعي آمال المستثمرين، بالإضافة إلى زيادة المخاوف بشأن تراجع عائدات الإعلانات، حيث يعتمد نموذج أعمال بايدو بشكل رئيسي على إيرادات الإعلانات من محرك البحث الخاص بها، وهو أمر مشابه لآلية عمل شركة “جوجل”.
على العموم، تواصل بايدو سعيها لتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وقد يفتح تركيزها على تطوير أدوات تسهم في تسهيل البرمجة والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أفقًا جديدًا للشركات والأفراد على حد سواء.