بيونتيك تطوّر العلاجات واللقاحات باستخدام الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة بيونتيك الألمانية، الرائدة في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، عن خطوات جديدة مبتكرة في تطوير العلاجات واللقاحات من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك خلال فعالية خاصة، حيث كشفت بيونتيك، بالتعاون مع شركتها الفرعية “إنستاديب”، عن إستراتيجيتها الحديثة التي تستهدف تسريع تطوير اللقاحات وعلاجات السرطان باستخدام نماذج متقدمة وأجهزة حاسوب فائقة السرعة.

استراتيجية الذكاء الاصطناعي

تعتبر استراتيجية بيونتيك محورية، حيث تركز على تطوير لقاحات شخصية وعلاجات موجهة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. تعتمد الشركة في هذا المجال على منصة متطورة تُعرف باسم “ديب تشين”، والتي تم استخدامها بنجاح في عدة مشاريع سابقة، بما في ذلك مشروع لإنتاج الأجسام المضادة. هذه المنصة لا تتيح فقط تطوير العلاجات بشكل أسرع، بل أيضًا تفتح أبواب التعاون مع جهات بحثية وصناعية خارجية.

الحاسوب العملاق “Kyber”

أحد الإنجازات البارزة في إطار هذه الاستراتيجية هو تطوير الحاسوب العملاق “Kyber”، الذي تم تصميمه خصيصًا لمعالجة البيانات الضخمة. يسهم هذا الجهاز في تسريع عملية تحليل البيانات المعقدة المرتبطة بأبحاث اللقاحات والعلاجات، مما يعزز قدرة بيونتيك على الاستجابة السريعة للاحتياجات الصحية العالمية.

المساعد الذكي “لَيلَى”

في خطوة مبتكرة أخرى، طورت بيونتيك وشركة إنستاديب مساعدًا ذكيًا يُدعى “لَيلَى”، الذي يعتمد على نموذج “لاما 3.1” المفتوح المصدر من شركة ميتا. يُستخدم “لَيلَى” لأتمتة العديد من المهام الروتينية في مجال البيولوجيا التجريبية، مثل تحليل تسلسل الحمض النووي وعرض النتائج التجريبية.

يمتاز هذا المساعد بقدرته على الاتصال بالمعدات المختبرية، مما يمكنه من مراقبة التجارب الجارية والإبلاغ عن أي أعطال في المعدات بشكل فوري. وفقًا لكريم بيغوير، الرئيس التنفيذي لشركة إنستاديب، فإن “لَيلَى” يُعتبر “مسرّعًا للإنتاجية” بدلاً من كونه محاولة لتحقيق الأتمتة الكاملة، مما يساهم في تحسين كفاءة العمل في المختبرات.

الابتكارات المستقبلية

تعمل بيونتيك وشركتها “إنستاديب” على تطوير نماذج جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد تسلسلات البروتين، وهو ما يعد خطوة هامة في مجال تطوير العلاجات المناعية. يتضمن ذلك مجالات متعددة مثل كيمياء الأنسجة المناعية، وتحليل تسلسلات الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي، بالإضافة إلى تصميم البروتينات والتحقق من فعاليتها في المختبر.

تعتبر هذه المبادرات جزءًا من التزام بيونتيك بتعزيز الابتكار في مجال الرعاية الصحية، وتوفير علاجات أكثر فعالية وسرعة للمرضى في جميع أنحاء العالم. من المتوقع أن تُحدث هذه التقنيات الجديدة تحولاً جذريًا في كيفية تطوير العلاجات، مما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل الرعاية الصحية.