تويوتا.. عملاق الطرقات الأطول عمراً

احتلت سيارات شركة تويوتا موتور اليابانية سبعة من المراكز العشرة الأولى في قائمة السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي الأطول عمراً، وفقاً لتصنيف موقع “آي سي كارز” الأمريكي المتخصص في بيع السيارات. يصدر هذا التصنيف للعام الحادي عشر على التوالي، حيث يسلط الضوء على السيارات التي تتميز بطول العمر الافتراضي وقدرتها على الاستمرار في العمل لفترات طويلة مقارنة بغيرها.

 

يعتمد التصنيف بشكل أساسي على السيارات اليابانية والأمريكية الصنع، في حين تغيب عنه السيارات الألمانية والسيارات الكهربائية على الرغم من وجود مسح منفصل يشير إلى أن بعض السيارات الكهربائية قد تتمكن من العيش لفترة أطول. واحتلت الشاحنة الأمريكية “دودغ رام” المركز العاشر كأول سيارة أمريكية في هذه القائمة، مما يوضح هيمنة السيارات اليابانية، وبالأخص تويوتا، على المراكز الأولى.

 

يستند تصنيف “آي سي كارز” إلى قدرة السيارات على الاستمرار في العمل بصورة طبيعية لمسافة تصل إلى 250 ألف ميل (حوالي 400 ألف كيلومتر) قبل أن تصبح غير صالحة للاستخدام. هذا المعيار يظهر مدى تفوق تويوتا ولكزس التابعة لها، حيث تملك الشركتان عشر سيارات ضمن قائمة السيارات الأطول عمراً، مما يجعلهما في المركز الأول بين الشركات الأكثر إنتاجاً للسيارات التي تتميز بطول العمر الافتراضي. تليها شركة هوندا التي تمتلك سبعة طرز في القائمة، مما يعزز من مكانتها بين الشركات الرائدة في هذا المجال.

 

وحللت الدراسة التي أُجريت هذا العام بيانات لأكثر من 402 مليون سيارة، ووجدت أن السيارات من فئة السيارة متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (SUV) تسيطر على القائمة، حيث يوجد 16 طرازاً من هذه الفئة ضمن الثلاثين الأطول عمراً. 

 

تصدرت السيارة “تويوتا توندرا” قائمة السيارات الأطول عمراً، حيث تصل نسبة استمرارها في العمل حتى مسافة 250 ألف ميل إلى 36.6%. ويعكس هذا التصنيف تفوق تويوتا في إنتاج سيارات موثوقة وعالية التحمل، حيث تمكنت من الحفاظ على مكانتها الرائدة في هذا المجال بفضل تحسين الجوانب الهندسية وجودة التصنيع، وفقاً لما أشار إليه كارل بروير، المحلل التنفيذي في “آي سي كارز”. وأضاف بروير: “يتصور العديد من المستهلكين أن العمر الافتراضي للسيارات ينتهي عند 100 ألف ميل، لكن دراستنا الحديثة تثبت أن العديد من السيارات الحديثة يمكن أن يتجاوز عمرها الافتراضي 200 ألف ميل، بل وبعضها يصل إلى 250 ألف ميل”.

 

كما أشار بروير إلى أن التحسينات المستمرة في الهندسة والتصميم وجودة المواد المستخدمة في التصنيع قد أسهمت في إطالة العمر الافتراضي للسيارات الحديثة. وعلق على هذه النقطة قائلاً: “المستهلكون يستفيدون اليوم من تطورات كبيرة في جودة السيارات، مما يجعلها قادرة على العمل لسنوات أطول بكفاءة عالية”.

 

من الجدير بالذكر أن خمسة من سيارات تويوتا الأطول عمراً وفقاً للقائمة لا تُباع في أمريكا الشمالية، مما يعكس الانتشار العالمي للعلامة التجارية، حيث تختلف خيارات الطرز المتاحة من سوق إلى آخر. كما توقف بيع سيارة “هوندا أكورد” التي احتلت المركز الرابع عشر في القائمة في أوروبا منذ عام 2015، بينما تستمر السيارة الهجينة “تويوتا بريوس” في الانتشار على نطاق واسع عالمياً، وقد احتلت المركز الخامس والعشرين في القائمة. 

 

ويشير غياب السيارات الألمانية عن القائمة إلى فجوة ملحوظة بين معايير الجودة في السيارات اليابانية ونظيراتها الأوروبية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بطول العمر الافتراضي. كما يشير هذا الغياب إلى استمرار تركيز شركات السيارات الألمانية على التقنيات الجديدة، مثل السيارات الكهربائية، التي ربما لم تصل بعد إلى نفس مستويات التحمل وطول العمر مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي.

 

إن دراسة “آي سي كارز” تؤكد أن التحسين المستمر في هندسة السيارات وجودتها يلعب دوراً محورياً في زيادة العمر الافتراضي للسيارات، مما يسهم في تقديم قيمة أكبر للمستهلكين. ومع استمرار هذه التحسينات، من المتوقع أن نشهد استمرار هيمنة الشركات اليابانية، وخاصة تويوتا، على قوائم السيارات الأطول عمراً في المستقبل القريب.