آخر الأخبار
تيك توك قد ينجو من الحظر في عهد ترامب: التوقعات حول مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة

أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حديث أن الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب قد يواجه ضغطًا لإلغاء القانون الذي يهدد بحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، مما يُبقي التطبيق الصيني في السوق الأمريكية خلال ولايته الثانية التي ستبدأ قريبًا.
في وقت سابق، وقع الرئيس جو بايدن في أبريل 2024 على قانون من شأنه أن يؤدي إلى حظر التطبيق في الولايات المتحدة إذا لم تُجبر شركة بايت دانس الصينية على بيع عمليات تيك توك في البلاد إلى مالك جديد من خارج الصين. كان هذا القانون قد نال دعمًا واسعًا من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، ويهدف إلى تقليل المخاوف الأمنية المتعلقة بتطبيقات مثل تيك توك التي يُعتقد أن الحكومة الصينية قد تستخدمها لجمع البيانات الشخصية للمستخدمين أو للتأثير على المحتوى المنشور.
ومع ذلك، فإن الرئيس دونالد ترامب، الذي سيبدأ ولايته الثانية قريبًا، قد يكون لديه توجه مختلف عن سلفه. وفقًا لتقارير الصحيفة، قد يسعى ترامب إلى إلغاء القانون المهدد بحظر تيك توك، مما قد يعيد الأمور إلى سابق عهدها ويُبقي بايت دانس مالكة للتطبيق في الولايات المتحدة.
مخاوف أمنية واستجابة بايت دانس
في وقت سابق، قدمت بايت دانس في عام 2022 مقترحًا يُعرف باسم “مشروع تكساس”، الذي كان يهدف إلى تهدئة المخاوف الأمنية الأمريكية من خلال السماح للحكومة الأمريكية بالتحكم في جزء من البنية التقنية لقواعد بيانات تيك توك في الولايات المتحدة. وبموجب هذا الاقتراح، كان من المقرر أن يكون للسلطات الأمريكية سيطرة أكبر على كيفية معالجة البيانات. لكن إدارة بايدن رفضت هذا العرض في ذلك الوقت.
ورغم رفض المقترح، أكدت بايت دانس أن المشروع لا يزال مطروحًا على الطاولة. وبالتالي، قد تكون إدارة ترامب أكثر انفتاحًا على هذا الحل كجزء من تسوية للحفاظ على تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.
المواقف المتباينة في الكونغرس
تستمر المخاوف بشأن تيك توك في الأوساط السياسية الأمريكية، حيث يرى العديد من المشرعين من كلا الحزبين أن التطبيق يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بإمكانية استخدامه لجمع بيانات حساسة أو التأثير على الرأي العام الأمريكي من خلال التحكم في المحتوى المعروض للمستخدمين. وتستمر بايت دانس في نفي هذه الادعاءات بشكل متكرر، مؤكدة أن البيانات الخاصة بالمستخدمين تُخزن في خوادم في الولايات المتحدة مع ضمان حماية خصوصية المعلومات.
في المقابل، تراجع دعم حظر التطبيق داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك بين أعضاء الحزب الجمهوري، حيث انخفضت نسبة التأييد لحظر تيك توك من 50% العام الماضي إلى 32% في صيف 2024، وفقًا لمركز بيو للأبحاث. وهذا يشير إلى تحول في الرأي العام، حيث بدأ كثيرون في النظر إلى الحظر على أنه خطوة غير مبررة.
ترامب وتيك توك: علاقة جديدة؟
خلال حملته الانتخابية، كان دونالد ترامب قد تبنى موقفًا أكثر ليونة تجاه تيك توك. وعلى الرغم من تصعيده المواقف ضد التطبيق في بداية حكمه، حيث وصفه في عام 2020 بأنه يشكل “حالة طوارئ وطنية”، إلا أن ترامب في الأشهر الأخيرة من حملته الانتخابية أصبح أحد أكبر المدافعين عن التطبيق، مؤكدًا أن حظر تيك توك لن يضر سوى فيسبوك، التي يعتبرها “العدو الحقيقي للشعب الأمريكي”.
ترامب نفسه انضم إلى تيك توك أثناء حملته الانتخابية، وحقق شعبية كبيرة على المنصة، حيث جمع أكثر من 14 مليون متابع قبل أن يُعلن فوزه بالانتخابات. كما قال في مقطع فيديو نشره عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”: “إذا كنت تريدون إنقاذ تيك توك في الولايات المتحدة، صوتوا لي”. وأكد أن موقفه الإيجابي تجاه التطبيق أصبح ورقة رابحة في يده.
المستقبل: الحظر أم التسوية؟
مع استعداد ترامب لتولي منصبه مجددًا، يتوقع العديد من المحللين أن تيك توك قد ينجو من الحظر في ظل ولايته الثانية. ومع تصاعد التأييد في صفوف الجمهوريين للحفاظ على التطبيق، قد تتوصل الحكومة الأمريكية إلى تسوية مع بايت دانس، تتضمن ضمانات أمنية إضافية بدلاً من فرض الحظر الكامل.
وفي النهاية، يبقى تيك توك أحد أبرز التطبيقات في الولايات المتحدة، ويستمر الجدل حول مستقبله، مع تزايد اهتمام السياسيين والمستخدمين على حد سواء بما سيحدث في الفترة المقبلة.