آخر الأخبار
جسر من السماء: الأقمار الصناعية تربط المنكوبين بالعالم
أدى الإعصار “هيلين” إلى انقطاع واسع النطاق في خدمات الاتصالات التقليدية بالمناطق المتضررة في الولايات المتحدة، مما ترك العديد من الأشخاص غير قادرين على التواصل مع ذويهم أو فرق الإنقاذ. ومع اقتراب إعصار “ميلتون”، الذي يُتوقع أن يضرب منطقة خليج تامبا للمرة الأولى منذ أكثر من مئة عام، أصبحت الاتصالات الفضائية الحل الأمثل لضمان التواصل في ظل تلك الظروف الطارئة.
وفقًا لما نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، من المحتمل أن يصل مركز إعصار “ميلتون” إلى اليابسة يوم الأربعاء، مما قد يؤدي إلى تداعيات كارثية في المناطق المتأثرة. في ظل هذا التهديد، تعاونت شركتا “أبل” و”سبيس إكس” على تقديم حلول للاتصالات الطارئة للمواطنين الأميركيين بعد انهيار شبكات الاتصالات التقليدية بسبب الأضرار التي لحقت بأبراج التقوية والتشويش على الشبكات اللاسلكية.
دور الإنترنت الفضائي في أوقات الكوارث
في مواجهة هذه التحديات، منحت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية شركتي “ستارلينك” و”T-Mobile” سلطة طارئة لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي للمناطق المتأثرة. وذلك لتوفير تغطية لشبكات الهواتف المحمولة مباشرة من الفضاء، بعد خروج معظم محطات تقوية الشبكات الأرضية عن الخدمة. وبدأت بالفعل الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة “سبيس إكس” في إرسال إشعارات الطوارئ إلى الهواتف الذكية في ولاية نورث كارولاينا، مع توفير خدمة تبادل الرسائل النصية عبر شبكة “T-Mobile” لمعظم المستخدمين في المنطقة.
وأكد “بين لونجميير”، أحد كبار المهندسين في شركة “سبيس إكس”، أن الشركة تستفيد من تقنية “ستارلينك” لبث إشعارات الطوارئ عبر مختلف الشبكات في نورث كارولاينا، مع مراقبة الوضع في فلوريدا تحسبًا لأي تطورات ناجمة عن إعصار “ميلتون”.
ميزة iPhone SOS ومساهمة أبل في الطوارئ
في الوقت ذاته، برزت هواتف “آيفون 14” والأحدث، بفضل ميزة “SOS” التي تُظهر في شريط الحالة أعلى شاشة الهواتف الذكية، مدى اتصال المستخدمين بالأقمار الاصطناعية في حالة غياب خدمات الاتصالات التقليدية. تم إطلاق هذه الميزة لأول مرة مع نظام التشغيل “iOS 16” عام 2022، وهي تعتمد على شبكة “جلوبال ستار” للأقمار الاصطناعية لتوجيه نداءات الاستغاثة إلى مراكز الطوارئ. ويتم تمرير طلبات المساعدة من المستخدمين إلى فريق متخصص يضم أكثر من 300 موظف لتلبية احتياجات الطوارئ بسرعة.
واستثمرت “أبل” 450 مليون دولار في تطوير البنية التحتية اللازمة لتعزيز خدمات الاتصالات الطارئة عبر الأقمار الاصطناعية، مما ساهم في تعزيز تجربة المستخدمين في الأوقات الحرجة. علاوة على ذلك، تسعى “أبل” مع تحديثات “iOS 18” إلى توسيع استخدامات الاتصالات الفضائية من خلال ميزة “Messages via Satellite”، التي تتيح تبادل الرسائل النصية عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام هواتف “آيفون 14” وما بعدها.
الاتصالات الفضائية على الهواتف الذكية: شركات أخرى تدخل السباق
شهدت السنوات الأخيرة دخول شركات تقنية أخرى في مجال الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، مثل “هواوي” التي أطلقت خدمات الاتصال الفضائي في 2022، و”جوجل” التي قدمت تقنيات مشابهة عبر تعاونها مع شركة “Skylo” للأقمار الاصطناعية. ويُعد هذا التوجه نحو الاتصالات الفضائية حلاً فعالاً، خاصة في الأوقات التي تتعرض فيها البنية التحتية للاتصالات الأرضية للدمار نتيجة الكوارث الطبيعية.
الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الاصطناعية: آفاق جديدة للتكنولوجيا
لإجراء مكالمات هاتفية أو تبادل رسائل الـSMS عبر الأقمار الاصطناعية، يتطلب الأمر اتصال الهواتف مباشرة بالأقمار الاصطناعية، دون الاعتماد على أبراج الشبكات الأرضية التقليدية. ولتسهيل ذلك، يتم تجهيز الأقمار بشبكات استقبال وإرسال مخصصة للاتصالات اللاسلكية، ما يُمكّن الهواتف الذكية التي تدعم هذه الميزة من التواصل مباشرة مع الأقمار الاصطناعية.
تُعتبر هذه الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وسيلة حيوية في أوقات الأزمات مثل الأعاصير والفيضانات التي تُلحق أضرارًا بالبنية التحتية للاتصالات، مما يضمن توافر وسيلة اتصال بديلة وفعالة.
ورغم أن خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية ما زالت مجانية لمستخدمي هواتف “آيفون 14″، فإن فترة الخدمة المجانية التي قدمتها “أبل” لمدة عامين من المتوقع أن تنتهي في نهاية هذا العام.