آخر الأخبار
جيش المحررين: حملة لإنقاذ ويكيبيديا من محتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي
أطلق متطوعون مبادرة جديدة تحت عنوان WikiProject AI Cleanup، تهدف إلى تنظيف محتوى ويكيبيديا من المعلومات الخاطئة والمحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الحملة في ظل تزايد القلق بشأن دقة المعلومات في الموسوعة الشهيرة، خاصة مع تدفق محتوى غير موثوق تم إنشاؤه بواسطة روبوتات المحادثة.
آلية العمل
يعتمد المشروع على رصد عبارات محددة تتكرر في النصوص الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر هذه العبارات بمثابة “حشو” شائع يُستخدم في مخرجات الروبوتات. ويساعد هذا النهج في تحديد المحتوى الذي يحتاج إلى تصحيح أو إزالة.
ويتيح نظام ويكيبيديا للجميع فرصة المساهمة في تعديل وإضافة المعلومات، مما أدى إلى زيادة محتوى الذكاء الاصطناعي داخل الصفحات. هذا الانفتاح ساهم في ظهور معلومات غير دقيقة، مما دفع مجموعة من المتطوعين إلى اتخاذ إجراءات وقائية.
أسباب الأزمة
وفقًا لأحد المؤسسين للمبادرة، بدأت المشكلة عندما لاحظ المحررون تزايد المحتوى الذي كتبته روبوتات المحادثة بطريقة غير دقيقة. وقد قام الفريق بتجربة إعادة إنتاج تلك المحتويات باستخدام أداة ChatGPT، ما ساعد في التعرف على العبارات الشائعة التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي.
تشير المبادرة إلى ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في هذه الظاهرة. أولها هو الدافع الشخصي للمحررين، والذي يتضمن الرغبة في “الترويج الذاتي” أو الخداع المتعمد. لكن العاملين الرئيسيين في المشكلة يتمثلان في طبيعة ويكيبيديا كموسوعة مفتوحة، حيث يمكن لأي شخص أن يصبح محررًا، مما يحد من موثوقيتها كمصدر علمي معتمد.
التحديات والمخاطر
تتجاوز مشكلة ويكيبيديا مجرد فوضى المعلومات؛ فهي تمثل مشكلة شاملة لأي منصة تُتيح للعامة الإسهام دون قيود. فمع الانفتاح الكبير، توجد دائمًا نسبة من المساهمين قد يسيئون استخدام هذه المنصة لأغراض شخصية أو لأسباب أخرى.
تاريخ الإنترنت مليء بالأمثلة على مشاريع سقطت بسبب محتوى غير موثوق. من أشهر هذه الأمثلة هو مشروع Tay من Microsoft على تويتر، الذي سُحب بعد 24 ساعة فقط من إطلاقه بسبب المحتوى العنصري الذي أنتجه. في الوقت الحالي، يواجه الإنترنت تحديات جمة بسبب انتشار محتوى التزييف العميق الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي بسرعة.
تسعى مبادرة WikiProject AI Cleanup إلى مواجهة التحديات التي تطرأ على محتوى ويكيبيديا وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للمستخدمين. ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، يبقى الأمل معقودًا على جهد المتطوعين للحفاظ على جودة المعلومات التي يقدمها هذا المورد العظيم.