آخر الأخبار
روبوتات لبناء منازل فضائية ثلاثية الأبعاد: مشروع “أوليمبوس” من ناسا

تسعى ناسا إلى تحقيق تقدم كبير في مجال الاستكشاف الفضائي، حيث تسعى لبناء منازل فضائية مستدامة باستخدام روبوتات عملاقة تعمل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. هذا المشروع الطموح يحمل اسم “أوليمبوس”، ويهدف إلى بناء منشآت على سطح القمر في البداية، ومن ثم الانتقال إلى كوكب المريخ في مراحل لاحقة.
البناء باستخدام موارد محلية من الفضاء
ما يميز هذا المشروع هو اعتماده على الموارد المحلية المتاحة في الفضاء، حيث سيجري استخدام الصخور الموجودة على سطح القمر لتشييد المنازل الفضائية بدلاً من شحن مواد البناء الثقيلة من الأرض. وتعد هذه الفكرة جزءًا من مساعي ناسا لتقليل التكاليف وتسهيل الاستدامة في استكشاف الفضاء، ويُعتبر هذا النهج خطوة ثورية نحو التوسع البشري في الفضاء بعيدًا عن الاعتماد على الموارد الأرضية.
شركة أيكون: الشريك التكنولوجي
تعود فكرة استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء إلى شركة أيكون، التي يقع مقرها في تكساس. وقد لفتت هذه الشركة انتباه ناسا التي قررت التعاون معها في تمويل هذا المشروع الضخم. وقد تم الاتفاق على تمويل أولي للمشروع يبلغ 60 مليون دولار، وهو جزء من خطة ناسا لإطلاق مشروعات سكنية في الفضاء مع الاستفادة من تقنيات الطباعة الحديثة.
ولكن المشروع لا يقتصر على بناء المنازل الفضائية فقط، بل يشمل أيضًا تصميم وبناء منصات هبوط و طرق و مباني مضغوطة أخرى، وهو ما يعكس الطموح في تحقيق مستقبل مستدام للبشرية على الكواكب الأخرى.
نموذج بقاء طويل الأمد
أكد جيسون بالارد، رئيس المشروع، أن نموذج البناء الذي سيتم تنفيذه في هذا المشروع يهدف إلى الاستدامة وطول البقاء. وبالتالي، يجب أن يكون البناء قويًا و مرنًا بما يكفي لتحمل الظروف البيئية القاسية على سطح القمر أو المريخ. وهذا يضمن أنه بمجرد الانتهاء من المشروع، سيكون أول بناء بشري على سطح كوكب آخر، مما يعد إنجازًا تاريخيًا للبشرية في مجال الاستكشاف الفضائي.
وقال بالارد إن المشروع يتماشى مع رؤية ناسا لإقامة “اقتصاد قمري مستدام”، مما يعني أن البشر سيكون لديهم القدرة على العيش على سطح القمر على المدى الطويل، ليشكل هذا نقطة انطلاق نحو مشاريع أكثر طموحًا على المريخ في المستقبل.
مراحل برنامج أرتميس
ترتبط فكرة المشروع بشكل مباشر مع مراحل برنامج “أرتميس” الذي تسعى ناسا من خلاله إلى إعادة البشر إلى سطح القمر. بدأ برنامج أرتميس مع أرتميس 1 في عام 2022، حيث أُجري أول اختبار ناجح لصاروخ غير مأهول. من المتوقع أن تتبع هذه المرحلة أرتميس 2 في أبريل 2026، وهي رحلة تجريبية مأهولة، بينما المرحلة النهائية، أرتميس 3، ستشمل الهبوط المأهول على القمر في منتصف عام 2027.
وقد تسببت التأخيرات في تنفيذ المشروع إلى تمديد الجدول الزمني لبرنامج أرتميس، ويرجع ذلك إلى العمل المستمر على تطوير الدرع الحراري لكبسولة أوريون التي ستنقل رواد الفضاء في المستقبل.
التحديات المستقبلية
رغم التقدم التكنولوجي الكبير في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، فإن تحديات بناء منشآت على الكواكب الأخرى تبقى كبيرة. البيئة الفضائية، التي تتسم بالقسوة والصعوبات اللوجستية، تتطلب تقنيات بناء مرنة وقوية قادرة على الصمود أمام الرياح الشمسية، والغبار القمري، والظروف القاسية على سطح المريخ.
على الرغم من هذه التحديات، يمثل مشروع أوليمبوس خطوة هائلة نحو تحقيق الاستقلالية الفضائية، مما يمهد الطريق لاستكشاف أعماق الفضاء وإنشاء مستعمرات بشرية على الكواكب الأخرى.
مشروع أوليمبوس هو محاولة جديدة من ناسا لتحقيق الاستدامة الفضائية عبر روبوتات بناء المنازل باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتوفير بيئات قابلة للعيش عليها في الفضاء. من خلال هذا المشروع، تأمل ناسا في تسريع الاستكشاف الفضائي، مع التركيز على بناء مستقبل بشري بعيد عن كوكب الأرض، بدءًا بالقمر ومن ثم الانتقال إلى المريخ.