آخر الأخبار
زيادة كبيرة في مستخدمي بلوسكاي بعد دعم ماسك وترامب

شهدت منصة بلوسكاي، المنصة المنافسة لشبكة إكس (X) التابعة لإيلون ماسك، زيادة هائلة في عدد مستخدميها، وذلك عقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. حيث أظهرت البيانات الأخيرة أن المنصة استقطبت 700 ألف مستخدم جديد في أسبوع واحد فقط، مع معظم هؤلاء المستخدمين الجدد من الولايات المتحدة. وبذلك، وصل إجمالي عدد مستخدمي بلوسكاي إلى 14.5 مليون مستخدم، وفقًا لما ذكرته الشركة لموقع “ذا فيرج”.
ورغم هذا النمو اللافت، لا تزال بلوسكاي أصغر بكثير مقارنة بمنصة إكس (X) التي تمتلك مئات الملايين من المستخدمين. تهدف بلوسكاي إلى أن تكون بديلاً لا مركزياً لـ “إكس”، حيث يمكن للعديد من الشبكات المتصلة عبر الإنترنت العمل معًا بشكل مستقل.
نشوء بلوسكاي وتطورها
تم إطلاق بلوسكاي في عام 2019 بواسطة جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر، حين كان لا يزال رئيسًا لتويتر. ومع شراء إيلون ماسك لتويتر في عام 2022 وإعادة تسميته إلى “إكس”، بدأت بلوسكاي في جذب الانتباه باعتبارها منافسًا جادًا للمنصات الاجتماعية الكبرى.
بحلول فبراير من هذا العام، كانت منصة بلوسكاي تضم 4 ملايين مستخدم فقط، لكنها تجاوزت حاجز الـ 10 ملايين في منتصف سبتمبر بعد أن تم حظر منصة إكس مؤقتًا في البرازيل. منذ ذلك الحين، تسارع النمو بشكل ملحوظ، ليصل إلى 14.5 مليون مستخدم في وقت قصير.
أسباب النمو السريع لبلوسكاي
يرتبط النمو الكبير في عدد مستخدمي بلوسكاي بعدد من العوامل، أبرزها:
- الانتخابات الرئاسية الأميركية: الدعم العلني من إيلون ماسك لحملة دونالد ترامب الانتخابية أثار جدلاً واسعًا بين مستخدمي “إكس”، مما دفع العديد منهم للبحث عن منصات بديلة.
- السياسات المثيرة للجدل على إكس: مع إلغاء ماسك للإجراءات ضد المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، وظهور خطاب الكراهية بشكل أكبر على منصة “إكس” تحت قيادته، قرر العديد من المستخدمين مغادرة المنصة بحثًا عن بيئة أكثر انفتاحًا وحرية.
- الرغبة في البدائل: ازداد السخط بين بعض مستخدمي المنصات الكبرى على السياسات المطبقة على تلك الشبكات، مما جعلهم يتجهون إلى منصات أكثر مرونة، مثل بلوسكاي، التي تقدم حرية أكبر في التعبير.
- التسويق المكثف: لعبت حملات التسويق التي أطلقتها بلوسكاي دورًا مهمًا في جذب المستخدمين الجدد، حيث تميزت المنصة بتسويق منصتها بشكل يتماشى مع رغبات المستخدمين في بيئة تواصل اجتماعي أكثر انفتاحًا.
بلوسكاي: منصة مفتوحة المصدر
من جانبها، تعتمد منصة بلوسكاي على بروتوكول “إيه تي” (AT Protocol) المفتوح المصدر، مما يجعلها أكثر مرونة وقابلية للتطوير مقارنة بمنصات التواصل التقليدية. هذا البروتوكول يتيح للمستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم، بالإضافة إلى إمكانية تطوير تطبيقات وخدمات جديدة تعتمد على نفس البنية التحتية.
تتميز بلوسكاي أيضًا بواجهة مستخدم بسيطة وسهلة الاستخدام، كما تضم مجموعة من الميزات التي تهدف إلى تعزيز الحوار البناء والمشاركة المجتمعية. مثلًا، تقوم خوارزميات التوصية الذكية في بلوسكاي بتقديم المحتوى الأكثر صلة باهتمامات المستخدمين، مما يعزز تجربة التفاعل والمشاركة.
مقارنة مع إكس وثرِيدز
على الرغم من النمو الكبير لبلوسكاي، تبقى منصة إكس (X)، تحت قيادة ماسك، أكبر بكثير من حيث عدد المستخدمين، لكن يبدو أن العديد من الأشخاص بدأوا يتجهون إلى بلوسكاي كبديل بعدما فقدوا الثقة في السياسات التي تم تطبيقها على إكس.
وفي المقابل، تعتبر ثريدز، منصة أخرى أطلقتها ميتا (Facebook)، من أقوى المنافسين لبلوسكاي، حيث تجاوزت 175 مليون مستخدم نشط شهريًا منذ إطلاقها. لكن بالمقارنة مع إكس، لا تقدم بلوسكاي نفس الأرقام بعد، لكنها تبقى خيارًا جذابًا للمستخدمين الذين يبحثون عن منصة تواصل اجتماعي مختلفة تمامًا.
من خلال سياسة مفتوحة المصدر، ونموها السريع، وبيئة التواصل الاجتماعي التي تركز على الحوار البناء وحماية خصوصية المستخدم، فإن بلوسكاي تبدو مستعدة لمواصلة النمو والمنافسة على حساب منصات مثل إكس. وبينما قد تبقى بلوسكاي أصغر من إكس في الوقت الحالي، فإن الأحداث السياسية، بالإضافة إلى السياسات المثيرة للجدل على المنصات الكبرى، قد تسرع من مسار تحولها إلى بديل حقيقي للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة تواصل اجتماعي أكثر انفتاحًا ومرونة.