قمة الويب 2024: حدث تاريخي يبرز تقدم الذكاء الاصطناعي وتعزيز دور المرأة في التكنولوجيا

اختتمت فعاليات قمة الويب 2024 في لشبونة، والتي شهدت مشاركة قياسية من أكثر من 71 ألف مشارك من 153 دولة حول العالم. وقد جذب الحدث كبار الشركات الناشئة والمستثمرين والإعلاميين، بالإضافة إلى وفود تجارية من مختلف القطاعات. وبالرغم من أن جميع التذاكر قد بيعت قبل موعد الحدث، إلا أن قمة الويب 2024 تميزت بتركيز خاص على التقنيات الحديثة، أبرزها الذكاء الاصطناعي، وتوسيع حضور المرأة في مجال التكنولوجيا.

أرقام قياسية ومشاركة واسعة

بلغ عدد الحضور في القمة هذا العام 71,528 شخصًا، ممثلين عن 3050 شركة عارضة وأكثر من ألف مستثمر ومئات من الإعلاميين والمتحدثين. وفيما يتعلق بالجانب النسائي، حققت قمة الويب 2024 تقدماً ملحوظاً، حيث شكلت النساء 42% من إجمالي الحضور، و37% من المتحدثين في مختلف الجلسات والفعاليات. كما سجلت الشركات الناشئة التي أسستها نساء نسبة 44.5% من إجمالي الشركات المشاركة، ما يعكس تحسناً كبيراً مقارنة بنسبة 29% في العام 2023.

تعزيز التوازن في صناعة التكنولوجيا

تحت عنوان “المرأة في التكنولوجيا”، شهدت القمة إصدار تقرير سنوي يكشف عن التحديات التي تواجه النساء في هذا القطاع، حيث أكدت 51% من المشاركات أنهن يتقاضين أجوراً أقل من نظرائهن من الرجال. ورغم ذلك، سلط التقرير الضوء على المبادرات التي تهدف إلى رفع تمثيل النساء في المناصب القيادية. ووفقًا لهذا التقرير، يواصل عدد كبير من النساء السعي لتحقيق التوازن بين الجنسين في هذا المجال الذي طالما هيمن عليه الرجال.

تكوين شبكات تواصل فاعلة

حرصت قمة الويب هذا العام على تقديم فرص واسعة للمشاركين لتكوين روابط مهنية مثمرة. باستخدام تقنية “محرك القمة” (Summit Engine)، تم تنظيم 250 لقاءً مجتمعياً لتعزيز التفاعل بين الحضور وفقاً لاهتماماتهم. وتنقلت هذه اللقاءات بين مواضيع متعددة مثل “تكنولوجيا النظافة”، و”تكنولوجيا الموضة”، و”التكنولوجيا في التعليم”. وبالإضافة إلى ذلك، نظمت القمة لقاءات بعد ساعات العرض في مناطق مختلفة من لشبونة لتوسيع دائرة التواصل بين المشاركين.

الذكاء الاصطناعي يتصدر المشهد التكنولوجي

من أبرز ما ميز قمة الويب هذا العام هو التوسع الكبير في حضور الذكاء الاصطناعي، حيث استحوذ على أكبر نسبة من العروض التقنية. وفقًا للبيانات، شهدت الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي هذا العام تمويلاً قدره 72.6 مليون دولار، مما يبرز تزايد الاستثمارات في هذا المجال الحيوي. كما تم عرض تقنيات مبتكرة في قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا المالية والصحية، وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.

استثمارات ضخمة

شهدت قمة الويب 2024 حضور 1066 مستثمرا من 58 دولة، بما في ذلك صناديق سيادية استثمارية بارزة مثل صندوق الاستثمار القطري وصندوق الاستثمار العماني، الذين تمتلك أصولاً تزيد قيمتها على 14.7 تريليون دولار. هذا الحضور الاستثماري الكبير أتاح الفرصة للعديد من الشركات الناشئة للتفاعل مع مستثمرين من مختلف أنحاء العالم، مما فتح الباب أمام استثمارات جديدة تساهم في دعم الابتكار والنمو في قطاع التكنولوجيا.

متحدثون بارزون وتغطية إعلامية واسعة

عززت قمة الويب مكانتها كمنصة رائدة للابتكار والاقتصاد الرقمي من خلال مشاركة متحدثين مرموقين، مثل الفنان فاريل ويليامز، ورئيس مايكروسوفت براد سميث، ونجم الدوري الأمريكي لكرة السلة كارميلو أنتوني. كما كانت التغطية الإعلامية واسعة، حيث حضر 2005 صحفيين من 76 دولة، مما أتاح للقمة أن تصل إلى جمهور عالمي عريض.

القمة تواصل النمو والتطور

أكد بادي كوسجريف، الرئيس التنفيذي ومؤسس قمة الويب، على أن القمة استمرت في النمو وتوسيع آفاق التواصل بين المشاركين من جميع أنحاء العالم. وذكر أن حجم الطلب على الابتكار والتقنيات الحديثة في هذا العام كان غير مسبوق، مشيرًا إلى أن القمة أصبحت أكثر من مجرد حدث تقني؛ إنها منصة تسهم في بناء مجتمع عالمي متنوع ومترابط.

في النهاية، أكدت قمة الويب 2024 مرة أخرى على دورها الرائد في إحداث تغييرات حقيقية في صناعة التكنولوجيا، بما يتماشى مع الاتجاهات المستقبلية نحو مزيد من التنوع والشمولية، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وقيادة المرأة في المجال التكنولوجي