آخر الأخبار
لينكد إن تستغل بيانات المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي دون إذن مُسبق

في خطوة مثيرة للجدل، بدأت منصة لينكد إن، التي تمتلكها شركة مايكروسوفت، في استخدام بيانات المستخدمين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما فاجأ العديد من مستخدمي المنصة، خاصة في الولايات المتحدة. وقد أدخلت الشركة هذه التغييرات دون تحديث واضح لشروط الخدمة أو الحصول على موافقة مسبقة من المستخدمين، مما أثار الكثير من الانتقادات بشأن الشفافية والخصوصية.
التحديثات الجديدة لسياسة الخصوصية في لينكد إن
في سبتمبر/أيلول الماضي، أضافت لينكد إن خيارًا جديدًا في إعدادات الخصوصية تحت مسمى “بيانات تعزيز الذكاء الاصطناعي التوليدي”، والذي يتيح لها استخدام بيانات المستخدمين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي افتراضيًا. ومع ذلك، يتوفر خيار إلغاء الاشتراك في بعض المناطق مثل الولايات المتحدة، بينما لا يتمتع مستخدمو الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية بذلك الخيار بفضل قوانين حماية البيانات في تلك المناطق.
تتضمن البيانات التي يتم جمعها من المستخدمين معلومات تتعلق بمشاركاتهم على المنصة، مثل المنشورات والمقالات والفيديوهات. كما تُستخدم هذه البيانات لتطوير محتوى ذكي يساعد المستخدمين على تحسين تفاعلهم على المنصة، مثل اقتراحات الكتابة أو توصيات المنشورات.
انتقادات واسعة لعدم الشفافية
أثار التحديث الجديد انتقادات كبيرة من قبل المستخدمين والمجموعات الحقوقية، الذين اعتبروا أن لينكد إن لم تكن واضحة بشأن كيفية استخدام بياناتهم. وتساءل العديد عن موافقتهم المسبقة لاستخدام بياناتهم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع غياب إعلان رسمي يوضح التغييرات في سياسة الخصوصية.
وفقًا لمنظمة مجموعة الحقوق المفتوحة، والتي دعت إلى تحقيق في هذا الأمر، اعتبر الناشطون أن نموذج الانسحاب المعتمد من قبل لينكد إن ليس كافيًا لحماية حقوق المستخدمين. وقال المسؤول القانوني في المنظمة، ماريانو ديلي سانتي: “لا يمكن توقع أن يراقب الجمهور كل شركة تقرر استخدام بياناتنا دون موافقتنا الواضحة”.
كيف تستخدم لينكد إن البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي؟
تستخدم لينكد إن البيانات الشخصية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على منصتها. يشمل ذلك المحتوى المقدم من المستخدمين مثل المنشورات والمقالات والفيديوهات. وفقًا لبيان لينكد إن، يتم جمع هذه البيانات لتحسين وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تقدم اقتراحات للمحتوى وتوصيات حول المنشورات. وقد أشار غريغ سنابر، المدير التنفيذي للتواصل المؤسسي في لينكد إن، إلى أن هذه البيانات ستساعد في توفير فرص اقتصادية أفضل للمستخدمين من خلال تطوير أدوات يمكنها مساعدتهم في العثور على وظائف جديدة أو تعلم مهارات جديدة.
كما أكد أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد يتم تدريبها بواسطة مايكروسوفت، الشركة الأم، الأمر الذي يزيد من تعقيد الجدل حول الخصوصية واستخدام البيانات الشخصية.
ما هي ردود الفعل من المنظمات الحقوقية؟
منظمة مجموعة الحقوق المفتوحة وجهت انتقادات شديدة لشركة لينكد إن، حيث اعتبرت أن استخدام البيانات دون موافقة مسبقة يعد انتهاكًا لحقوق الخصوصية. وأكدت على ضرورة وجود موافقة واضحة من المستخدمين قبل استخدام بياناتهم في تدريب الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المنصات الاجتماعية الكبرى مثل لينكد إن يجب أن توفر للمستخدمين خيارًا واضحًا وصريحًا بين القبول والرفض. هذا الموقف يتماشى مع الاتجاهات العالمية التي تطالب بزيادة الشفافية في استخدام البيانات الشخصية.
كيفية إيقاف استخدام بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي على لينكد إن؟
إذا كنت لا ترغب في أن تُستخدم بياناتك الخاصة على لينكد إن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، يمكنك إيقاف هذه الميزة عبر إعدادات الخصوصية الخاصة بك:
- قم بتسجيل الدخول إلى حسابك في لينكد إن.
- اضغط على صورة ملفك الشخصي في شريط القوائم العلوي.
- اختر “الإعدادات والخصوصية” من القائمة المنسدلة.
- انتقل إلى قسم خصوصية البيانات.
- حدد خيار “البيانات لتحسين الذكاء الاصطناعي التوليدي” في أسفل قسم “كيف تستخدم لينكد إن بياناتك”.
- قم بإيقاف تشغيل خيار “استخدم بياناتي لتدريب نماذج إنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي”.
موقف مغاير لمايكروسوفت
على الرغم من الجدل القائم، قامت مايكروسوفت، الشركة الأم لـ لينكد إن، في أغسطس/آب 2024 بإصدار إعلان يفيد بأنها ستبدأ في جمع بيانات من المستخدمين لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. إلا أن مايكروسوفت أعطت المستخدمين إشعارًا مسبقًا، حيث أعلنت عن خيار الانسحاب من هذه العملية لمدة 15 يومًا، وهو ما لم تفعله لينكد إن.