آخر الأخبار
يد صناعية إلكترونية تمنح امرأة راحة من الألم الوهمي وتساعدها على أداء 80% من المهام

أعلنت مجموعة من المهندسين والأطباء في مركز الإلكترونيات الحيوية وأبحاث الألم عن نجاحهم في تطوير يد صناعية إلكترونية تمنح المرأة التي خسرت يدها في حادث راحة كبيرة من الألم الوهمي وتساعدها على أداء 80% من المهام التي كانت تقوم بها بكلتا يديها.
وكانت كارين، البالغة من العمر 50 عامًا، تعاني من ألم الأطراف الوهمية بشكلٍ مبرح لأكثر من 20 عامًا. وقالت في بيانٍ صحفي صادر عن المجموعة: “شعرت وكأنّ يدي في مفرمة لحم باستمرار، ما خلق مستوى عالٍ من التوتر، واضطررت لتناول جرعات عالية من مسكنات الألم المختلفة”.
ووافقت كارين على أن تكون جزءًا من تجربة ستمنحها يدًا صناعية متصلة مباشرة بجهازها العصبي العضلي الهيكلي.
وقال الفريق إنّها أول شخص في العالم خضع لعملية بتر من أسفل المرفق، وينجح في الحصول على يد صناعية متصلة مباشرة بجهازها العصبي العضلي الهيكلي.
ويُعتبر طرفها الصناعي إلكترونيًا لأنّه مرتبط بجهازها العصبي، وبالعضلات، والعظام، على عكس طرف صناعي تقليدي.
ولإيصال الإشارات من الدماغ إلى اليد الإلكترونية لإخبارها بما يجب فعله، ولإعطائها حاسة اللمس، نقل الأطباء ترقيعًا عضليًا من ساق المرأة إلى ذراعها لتتمكن الأعصاب من إعادة الاتصال على نحو طبيعي.
وأوضح الدكتور ماكس أورتيز كاتالان، المؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، ورئيس قسم أبحاث الأطراف الاصطناعية العصبية في معهد “بيونيكس” في ملبورن بأستراليا، أنّ استخدام العضلة يمنع أيضًا تكوين أورام عصبية جديدة، وهي مجموعة غير منظمة من الألياف المتجمعة في نهاية العصب عند قطعه.
ويمكن لتلك الأورام التسبب ببعض الألم الوهمي عند فقدان الشخص لأحد أطرافه.
ومن ثم قام الأطباء بزراعة قطب كهربائي في تلك العضلة يعمل كمضخم بيولوجي، ما يعزّز الإشارة الكهربائية من الدماغ إلى اليد، حيث تفسر خوارزميات الذكاء الصناعي داخل الطرف الصناعي الإشارة، وتسمح لها بتحريك اليد الإلكترونية.
ولكون الأعصاب منخرطة في هذه العملية، تتمتع كارين أيضًا بحاسة لمس محدودة من خلال اليد الصناعية.
ويمكنها الآن حمل وإطلاق سراح الأشياء بمجموعة متنوعة من الأشكال، وإدارة مقبض الباب، والتقاط العملات المعدنية، وإعداد الطعام، وملء حقيبة السفر، والقيام بالعديد من الأنشطة العملية الأخرى التي لم تكن قادرة على القيام بها جيدًا من قبل.
وأشار الباحثون إلى أنّ الأمر نجح لثلاثة أعوام، وهي علامة جيدة على اندماجه بشكلٍ جيد في جسدها.
ويأمل أورتيز كاتالان الآن في تحسين التكنولوجيا وجعلها في متناول الجميع.
وأكد رئيس قسم جراحة الأعصاب بجامعة “بيتسبرغ”، الدكتور خورخي غونزاليس مارتينيز، أنّ هذا “إنجاز مهم ومؤثر للغاية من المجموعة”.
وقال غونزاليس مارتينيز، غير المشارك في هذا البحث، ولكن يتمتّع بفريق خاص به يطور يدًا صناعية، ويعمل على مشاريع روبوتية أخرى لمساعدة المرضى، أنّ هذا وقت مثير للتقدم السريع في التكنولوجيا الإلكترونية.
وتبحث مجموعات عدة في الولايات المتحدة وخارجها عن طُرُق لإنشاء هذه الجسور بين الجهاز العصبي، والجسم، والدماغ كي تؤمن التفاعل مع الآلات ما يمكنها من استعادة الوظائف إلى أجزاء مفقودة من الجسم، أو لم تعد تعمل.
وقال غونزاليس مارتينيز: “من الرائع للغاية التمتّع بهذا الجهاز القابل للزرع في اليد، والذي يمكنه التحكم بها، وأداء ما نسميه حركة القرْص، وهي واحدة من أهم وظائف اليد البشرية”.