آخر الأخبار
ثغرة خطيرة في تحديثات تيك توك الجديدة تعرّض الرقابة الأبوية للخطر

بعد يوم واحد فقط من إعلان منصة تيك توك عن تحديثات جديدة لنظام الرقابة الأبوية، بهدف تعزيز سيطرة الآباء على استخدام أبنائهم للتطبيق، كشفت خبيرة رقمية عن وجود ثغرة خطيرة تُمكّن المراهقين من تجاوز هذه القيود بسهولة، ما أثار موجة من الجدل بين الخبراء وأولياء الأمور حول مدى فعالية هذه الأدوات في الحد من الاستخدام المفرط للمراهقين للتطبيق.
ثغرة تُهدد الرقابة الأبوية
تيتانيا جوردان، خبيرة السلامة الرقمية ورئيسة قسم أولياء الأمور في شركة Bark Technologies، أظهرت من خلال تجربة عملية أن أدوات الرقابة الجديدة ليست فعالة كما يُروج لها. قامت بإنشاء حساب تيك توك وهمي لمراهق يبلغ من العمر 15 عامًا، وربطته بحسابها الشخصي عبر ميزة “Family Pairing”، التي تتيح للآباء مراقبة استخدام أبنائهم للتطبيق. ولكن المفاجأة كانت أن الحساب المراهق تمكن بسهولة تامة من إلغاء الارتباط (Unlinking) دون الحاجة إلى إذن من الحساب الأبوي أو حتى إدخال رمز تحقق، وفقًا لما نشرته مجلة “فورتشن”.
في مقطع فيديو نشرته على إنستجرام، عبَّرت جوردان عن استيائها من ضعف أدوات الرقابة الجديدة، قائلة: “لا أصدق أن جميع العقول الذكية في تيك توك تعتقد أن الأهل سيجدون هذه الميزات مفيدة، أو حتى سيقبلون بها”. وأوضحت أن هذه الثغرة تعني أن أي مراهق، حتى لو لم يكن خبيرًا تقنيًا، يمكنه ببساطة التحايل على الرقابة الأبوية في بضع نقرات فقط.
ما الجديد في أدوات تيك توك؟
تحديث تيك توك الأخير جاء بخمس ميزات رئيسية تهدف إلى تعزيز الحماية، أبرزها:
- ميزة “Family Pairing”
- تسمح هذه الميزة للآباء بربط حساباتهم بحسابات أبنائهم، مما يمكنهم من مراقبة أنشطتهم عبر التطبيق.
- تتيح لهم تعيين أوقات محددة لاستخدام التطبيق، ومعرفة الحسابات التي يتابعها المراهقون والتي تتابعهم.
- تمنح الآباء القدرة على الاطلاع على الحسابات التي قام أبناؤهم بحظرها.
- ميزة “Time Away”
- تتيح للآباء حظر وصول المراهقين إلى التطبيق خلال فترات محددة، مثل أوقات الدراسة أو أثناء التجمعات العائلية.
- يمكن ضبط هذه الفترات وفق جدول زمني معين، فيما يُمنح المراهقون خيار طلب تمديد الوقت، ولكن القرار النهائي يبقى بيد الأهل.
- ميزة “Screen Time Limits”
- تسمح بوضع حدود يومية لاستخدام التطبيق، مثل تحديد 30 دقيقة كحد أقصى خلال أيام الدراسة.
- عند بلوغ الحد الأقصى، لا يستطيع المراهق استخدام التطبيق إلا بموافقة أحد الوالدين عبر رمز مرور فريد.
- ميزة “Wind Down Mode”
- تُذكّر المستخدمين المراهقين بالتوقف عن استخدام التطبيق ليلًا.
- تظهر رسالة ملء الشاشة مع موسيقى هادئة، وإذا تجاهل المستخدم الرسالة الأولى، تظهر رسالة أخرى أكثر صرامة.
- لا ترسل تيك توك إشعارات للمراهقين خلال ساعات الليل لتقليل تأثير التنبيهات على نومهم.
- ميزة “Content Monitoring & Reporting”
- توفر للآباء إشعارات عند قيام أبنائهم بالإبلاغ عن مقاطع فيديو غير لائقة، حتى يتمكنوا من المشاركة في قراراتهم الرقمية.
هل هذه الأدوات كافية؟
رغم أن بعض الخبراء أشادوا بهذه الميزات باعتبارها “خطوة في الاتجاه الصحيح”، إلا أنهم أشاروا إلى أنها ليست الحل النهائي لمشكلة إدمان تيك توك بين المراهقين.
وفي حديثها مع مجلة Fortune، أكدت جيل ميرفي، من منظمة Common Sense Media، أن هذه الأدوات تمنح الآباء مزيدًا من التحكم، لكنها ليست “حلاً دائمًا”، مشددةً على أن الرقابة الأبوية تحتاج إلى تحديث مستمر وليست مجرد خاصية يتم تفعيلها ثم نسيانها.
في المقابل، شددت تيتانيا جوردان على ضرورة تطوير تيك توك لأدوات رقابة أكثر صرامة وفعالية لحماية المستخدمين المراهقين، ووصفت التحديثات الحالية بأنها “تحسينات تجميلية لا توفر أي تغيير حقيقي”.
ماذا يعني ذلك للآباء؟
بناءً على هذه الثغرة المكتشفة، يجب على أولياء الأمور عدم الاعتماد الكلي على ميزات الرقابة الأبوية في تيك توك، بل يتوجب عليهم اتخاذ خطوات إضافية لحماية أبنائهم، مثل:
- متابعة استخدامهم للتطبيق بانتظام وعدم الاكتفاء بربط الحسابات.
- إجراء محادثات مفتوحة مع المراهقين حول المخاطر المحتملة لاستخدام تيك توك.
- استخدام تطبيقات رقابة إضافية لتعزيز الحماية الرقمية.
على الرغم من جهود تيك توك في تطوير ميزات جديدة لتعزيز الأمان، إلا أن الثغرة التي كشفتها الخبيرة الرقمية تثير تساؤلات جدية حول مدى فاعلية هذه الأدوات في حماية المراهقين من المخاطر الرقمية. وبينما تعمل تيك توك على تحسين ميزاتها، لا يزال الدور الأكبر يقع على عاتق الآباء لضمان استخدام آمن ومسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي.