آخر الأخبار
خلل في تطبيق الخرائط يتسبب في ازدحام مروري خانق وتأخيرات طويلة.

شهدت ألمانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية واحدة من أكبر الأزمات المرورية غير المتوقعة، وذلك بسبب خلل تقني في تطبيق Google Maps، الذي أدى إلى عرض معظم الطرق السريعة على أنها مغلقة، ما دفع آلاف السائقين إلى سلك طرق فرعية غير مهيأة لاستيعاب هذا الحجم الكبير من الحركة، وأدى إلى حالة شلل مروري واسع النطاق امتدت لساعات.
خلل تقني في وقت حساس
وقع الخلل بالتزامن مع عطلة رسمية طويلة في ألمانيا تمتد لأربعة أيام، وهي فترة تشهد عادةً كثافة في السفر داخل البلاد وخارجها. ومع بدء العطلة، فوجئ السائقون برسائل عبر Google Maps تُظهر أن العديد من الطرق السريعة مغلقة، ما اضطرهم لتغيير مساراتهم والاعتماد على طرق بديلة أقل قدرة على استيعاب حركة المرور الكثيفة.
وتضاعفت المشكلة بسبب اعتماد عدد كبير من السائقين على Google Maps كمصدر رئيسي للملاحة. ونتيجة لهذا الخلل، تحوّلت الطرق الجانبية إلى اختناقات خانقة، فيما بقيت بعض الطرق السريعة – التي لم تكن مغلقة فعليًا – شبه فارغة.
المشكلة حصرية في Google Maps
الغريب أن هذا الخلل لم يظهر في تطبيقات ملاحة أخرى مثل Waze (الذي تملكه Google أيضًا) أو خرائط Apple أو HERE، ما يشير إلى أن المشكلة محصورة في نظام خرائط Google تحديدًا. وقد استفاد مستخدمو التطبيقات الأخرى من قلة الزحام، في مشهد يُبرز كيف يمكن للأخطاء البرمجية أن تخلق واقعين متناقضين على الأرض، بناءً فقط على مصدر المعلومات المعتمد.
هل الذكاء الاصطناعي هو المسؤول؟
لم تصدر Google أي بيان رسمي يوضح الأسباب الدقيقة للمشكلة، لكنها ذكرت سابقًا أن خرائطها تعتمد على مزيج من المصادر:
- بيانات مباشرة من المستخدمين
- معلومات رسمية من الجهات الحكومية
- مزوّدين تجاريين من الطرف الثالث
وبينما لا يوجد تأكيد رسمي، تشير بعض التحليلات إلى احتمال وجود خطأ في تفسير بيانات واردة من طرف ثالث، مثل التحذيرات التي أصدرها نادي السيارات الألماني قبيل العطلة بشأن الازدحام المتوقع، ما قد يكون تم تفسيره (عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي) على أنه إغلاق فعلي للطرق.
من المعروف أن Google عززت في السنوات الأخيرة اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المتعلقة بالملاحة، وهو ما يجعل من المرجح أن خطأً في التصنيف قد يكون سببًا رئيسيًا في هذه الفوضى.
تكرار للمشاكل… وهذه المرة كانت العواقب أوضح
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها خرائط Google لأخطاء تسبب أضراراً على أرض الواقع. ففي السنوات الماضية، رُصدت عدة حوادث، من أبرزها تلك التي وقعت في عام 2023 عندما قاد التطبيق أحد المستخدمين نحو جسر منهار منذ سنوات، ما أدى إلى وفاته. ولا تزال عائلته تخوض معركة قانونية مع Google بسبب الحادث.
الحادثة الأخيرة في ألمانيا، رغم أنها لم تسفر عن خسائر بشرية، إلا أنها تسلط الضوء مجددًا على مخاطر الاعتماد المفرط على التكنولوجيا دون تحقق بشري، وعلى أهمية التنسيق بين مزودي البيانات والمنصات التقنية لتفادي الكوارث المحتملة.