آخر الأخبار
منشأة إماراتية جديدة تُحدث نقلة نوعية في تصنيع المنصات الجوية عالية الارتفاع (HAPS)

في خطوة استراتيجية تؤكد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي ودولي رائد في قطاع التكنولوجيا والفضاء، أعلنت شركة “ميرا أيروسبيس”، التابعة لشركة “سبيس 42”، عن افتتاح أول منشأة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مخصصة لتصنيع الطائرات المسيّرة المستخدمة كمنصات عالية الارتفاع (HAPS)، وذلك في العاصمة أبوظبي.
منشأة صناعية متقدمة لتعزيز التحول التقني في قطاع الفضاء
تمتد المنشأة الجديدة على مساحة 4,500 متر مربع، وتعد إنجازاً صناعياً متقدماً يهدف إلى تصنيع أكثر من 20 طائرة مسيّرة عالية الارتفاع لدعم تطبيقات متعددة تشمل المجالات البيئية، المدنية، والقطاع الدفاعي. وتشكل هذه المنشأة نقلة نوعية ضمن رؤية “سبيس 42” لتعزيز البنية التحتية الفضائية للإمارات وتوطين المعرفة الصناعية والتقنية، بما يتماشى مع تطلعات الدولة في أن تصبح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا السيادية في مجال الفضاء.
خلفية شركة «سبيس 42» ودورها في تطوير القطاع الفضائي
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “سبيس 42” تشكلت في أعقاب اندماج استراتيجي تم في العام الماضي بين شركتي “الياه سات” و”بيانات” الإماراتيتين، في صفقة قدرت بمليارات الدراهم. ومنذ تأسيسها، تبنّت “سبيس 42” رؤية واضحة للريادة في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد والاتصالات الفضائية، مع تركيز قوي على الابتكار وتوطين التقنيات المتقدمة.
تصريحات قيادية تؤكد التزام الإمارات بتقنيات HAPS
وعلّق خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة “ميرا أيروسبيس”، قائلاً:
“يشهد الطلب العالمي على تقنيات المنصات الجوية عالية الارتفاع (HAPS) تسارعاً ملحوظاً، ونحن في ‘سبيس 42’ نسعى لتعزيز ريادتنا عبر استثمارات مدروسة وبنية تحتية متطورة. إن إنشاء هذه المنشأة المتقدمة في أبوظبي يعكس التزامنا بتطوير حلول فضائية موثوقة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والكفاءة التشغيلية العالية.”
شراكات استراتيجية لتعزيز الإنتاج الفضائي المحلي
ويأتي افتتاح هذه المنشأة في إطار سلسلة من المبادرات الاستثمارية التي تقودها “سبيس 42” لدعم قطاع الصناعات الفضائية في الدولة. ومن أبرز هذه المبادرات، عقد شراكة مع شركة ICEYE الفنلندية، الرائدة في مجال الأقمار الصناعية الرادارية (SAR)، بهدف إنتاج أقمار صناعية لرصد الأرض (Earth Observation) محلياً في الإمارات.
كما شهد اليوم ذاته إعلاناً من شركة إماراتية ناشئة أخرى تدعى “أوربت ووركس”، والتي كشفت عن مشروع رائد لإنشاء أول كوكبة أقمار صناعية محلية في الدولة مكونة من 10 أقمار صغيرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس الديناميكية الكبيرة في قطاع الفضاء الإماراتي ويعزز مكانته كوجهة عالمية للمشاريع الطموحة.
الفضاء ركيزة استراتيجية للتنويع الاقتصادي والريادة التقنية
يشكل الاستثمار في قطاع الفضاء أحد المحاور الرئيسية ضمن سياسات دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، لتحقيق التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية. وقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً لافتاً في عدد المشاريع الفضائية الطموحة، مع تركيز خاص على التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا.
ويُعد قطاع الأقمار الصناعية في الإمارات من بين الأكثر تقدماً في المنطقة، إذ أصبحت الدولة من القلة حول العالم القادرة على تصنيع الأقمار الصناعية بشكل محلي، وهو إنجاز يضعها في مصاف الدول الرائدة تكنولوجياً على مستوى العالم.