آخر الأخبار
عرض جديد من شركة Perplexity لإنقاذ تيك توك من الحظر في الولايات المتحدة

في مشهد مليء بالتحديات والضغوط، كانت تيك توك، ذلك التطبيق الذي احتل قلوب ملايين المستخدمين في الولايات المتحدة والعالم، يواجه تهديدًا قويًا بالمنع. كانت المخاوف الأمنية التي تتعلق بالتحكم الصيني في بيانات المستخدمين تلوح في الأفق، مما جعل الحكومة الأمريكية تتخذ خطوات جادة نحو حظر تيك توك. ومع تصاعد هذه المخاوف، بدأ الوقت ينفد أمام شركة بايت دانس المالكة للتطبيق، وهي التي كانت تسعى بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ على وجود تيك توك في الولايات المتحدة.
ثم ظهرت Perplexity، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، كحبل النجاة في هذه اللحظة الحرجة. في خطوة جريئة، قدمت Perplexity عرضًا جديدًا لمالكي تيك توك، عارضين تعاونًا مبتكرًا قد يعيد التوازن بين متطلبات الأمن القومي الأمريكي والمصالح الاقتصادية لشركة بايت دانس. العرض، الذي كان بمثابة طوق النجاة للمستقبل، نص على إنشاء كيان مشترك يجمع بين عمليات تيك توك في الولايات المتحدة و Perplexity، بحيث تمنح الحكومة الأمريكية حصة تصل إلى 50% من هذا الكيان الجديد.
ولكن، لم يكن هذا العرض مجرد حل مؤقت. بل كان خطوة جادة نحو إعادة هيكلة المشهد بالكامل. قبل أيام من تقديم العرض، في 18 يناير، كان قد تم تقديم اقتراح أولي، لكن الضغوط القانونية والاقتصادية جعلت الأمور تزداد تعقيدًا. فمع بدء تنفيذ قانون حظر تيك توك في 19 يناير، جاء العرض الجديد ليغير مجرى الأحداث. من خلال هذا العرض، سيكون الكيان الجديد جاهزًا للاكتتاب العام، مما يمنح الحكومة الأمريكية القوة الاقتصادية في هذا الكيان دون منحها سلطات إدارية مباشرة.
ومع ذلك، كان العائق الأكبر يكمن في الخوارزمية التي تعتمد عليها منصة تيك توك في إدارة المحتوى، وهي النقطة الحساسة التي تشغل بال الحكومة الأمريكية. كان العرض يقترح أن بايت دانس ستظل مساهمة في العمليات، ولكن دون مشاركة الخوارزمية الخاصة بالتطبيق. بهذه الطريقة، يتم تفادي أكبر مخاوف الأمن القومي الأمريكي.
في هذا الوقت العصيب، كان كل شيء في لعبة الساعة الأخيرة. كان دونالد ترامب قد أصدر أمرًا تنفيذيًا يُهدد بحظر التطبيق، لكن المهلة الزمنية التي منحها، وهي 75 يومًا، كانت تمنح الأطراف فرصة للتفاوض والوصول إلى اتفاق. وقد فتحت هذه الفرصة الباب أمام مستثمرين كبار مثل أوراكل و مايكروسوفت للانضمام إلى المعركة، على أمل أن يجدوا وسيلة لتجنب الحظر.
لكن رغم هذه التحركات، ظل المستقبل الغامض لتيك توك على المحك. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد يكون بمثابة تحول تاريخي في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، لكنه في نفس الوقت قد يكون مجرد حل وسط يرضي جميع الأطراف. وكان السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يمكن أن يتمكن الطرفان من إيجاد مخرج يُحافظ على وجود تيك توك في الولايات المتحدة ويجنبها الحظر النهائي؟
ورغم تعقد الموقف، كانت Perplexity و بايت دانس تعملان بجد لتقديم العروض والحلول. ولكن مع تزايد الأزمات الاقتصادية والسياسية، كان هناك شعور بأن الأمل لا يزال قائمًا، وإن كان مشوبًا بالعديد من التحديات.
الأمر في النهاية يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حل يوازن بين حماية الأمن القومي و الاستمرار التجاري في السوق الأمريكية. أما بالنسبة لمستخدمي تيك توك، فقد كان الجميع في انتظار رؤية كيف ستنتهي هذه المعركة القانونية التي قد تغير مستقبل تيك توك في أمريكا للأبد.