آخر الأخبار
حربٌ تقنية باردة: OpenAI تكشف عن تهديد DeepSeek وتدعو إلى الحظر

كانت التكنولوجيا تتحرك بسرعة مذهلة، كانت الشركات الكبرى تتنافس على قمة جبل الذكاء الاصطناعي، محاولين تحديد من سيكون الرائد في هذا المجال الذي يُتوقع له أن يغير العالم. لكن في قلب هذه المنافسة، خرجت OpenAI لتوجه تحذيرًا من نوع خاص. في خطاب رسمي إلى الحكومة الأمريكية، دعت الشركة إلى حظر نماذج الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها شركة DeepSeek الصينية، قائلة إن هذه النماذج لا تمثل فقط تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، بل هي أيضًا مدعومة من الدولة الصينية وتعمل تحت سيطرتها.
التهديدات التي تواجه الأمن القومي
في خطاب وقع عليه كريس لاهين، نائب الرئيس للشؤون العالمية في OpenAI، كانت الرسالة واضحة: النماذج التي طوّرتها DeepSeek تشكل خطرًا حقيقيًا على الولايات المتحدة. وداخل هذه الرسالة، لم تقتصر المخاوف على القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات الحساسة أو التلاعب بمعلومات هامة، بل شملت أيضًا استخدام هذه النماذج في المؤسسات الحكومية والعسكرية التي قد تساهم في إضعاف الأمن القومي.
لم يكن الحديث عن الخطر مجرد كلمات عامة. كان الخطاب يتحدث عن تهديد حقيقي، خاصة أن شركة OpenAI شددت على ضرورة حظر المعدات الصينية مثل رقاقات Huawei Ascend، التي من المحتمل أن تُستخدم لتطوير هذه النماذج الخطيرة. كما كان هناك توجيه صريح بضرورة حظر النماذج التي تنتهك خصوصية المستخدم أو تعرض الأمن القومي لأي تهديد.
في قلب المنافسة: الولايات المتحدة ضد الصين
لكن وراء هذه التحذيرات لم تكن هناك فقط المخاوف الأمنية، بل كان هناك صراع آخر يدور في الخفاء: صراع الهيمنة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. كانت OpenAI تدرك تمامًا أن الولايات المتحدة قد تكون الرائدة في هذا المجال الآن، ولكن الصين، بقيادة الحزب الشيوعي، تتسارع بشكل كبير نحو التفوق بحلول عام 2030.
OpenAI اعتبرت أن النماذج التي تنتجها الصين هي نقيض للنماذج الأمريكية. بينما تعتمد الشركات الأمريكية على “المبادئ الديمقراطية”، قالت OpenAI إن الصين تعتمد على “المبادئ الاستبدادية”، ما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية توجيه هذه التقنيات لمصلحة النظام الحاكم.
تساؤلات حول التطور السريع لنماذج DeepSeek
ومع تقدم DeepSeek السريع في هذا المجال، بدأت تتصاعد الأسئلة حول كيفية تحقيق هذا التقدم بهذه السرعة. فمع اختبار النماذج الصينية مثل DeepSeek-R1، وجد العديد من الخبراء أن هذه النماذج قدمت أداءً مشابهًا جدًا لنماذج ChatGPT، لكنه كان أرخص بكثير وأحيانًا متاحًا مجانًا عبر الإنترنت.
بدأت الشكوك تتزايد حول ما إذا كانت DeepSeek قد استخدمت منهجيات تدريب مبتكرة، أو ربما استخلصت بيانات من OpenAI نفسها، ما يعني انتهاكًا محتملاً لشروط الاستخدام. هذا التطور السريع جعل الجميع يتساءل: هل كانت هذه النماذج قد طُوّرت بشكل قانوني، أم أن هناك جوانب مظلمة وراء هذا التقدم غير المبرر؟
خطر التلاعب في المستقبل
لكن أخطر ما في الأمر، كان القلق من أن نماذج مثل DeepSeek قد تُستخدم في المستقبل للتلاعب أو التأثير على العمليات السياسية العالمية. OpenAI حذرت من أن الحزب الشيوعي الصيني قد يسعى إلى توجيه هذه النماذج لتحقيق أهداف استراتيجية، مثل التأثير على الانتخابات أو تشكيل الرأي العام بطريقة غير أخلاقية.
في هذا السياق، كان الحديث عن “التلاعب الإعلامي” و”التأثير السياسي” يشير إلى التهديدات الحقيقية التي قد يواجهها العالم إذا أصبحت هذه التقنيات تحت سيطرة أنظمة غير ديمقراطية.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والحاجة إلى الرقابة
بينما كانت هذه التحذيرات تتصاعد، كانت OpenAI أيضًا تشير إلى قفزة نوعية في مستقبل الذكاء الاصطناعي: الذكاء الاصطناعي العام أو AGI، الذي سيجمع بين القدرات العقلية البشرية والذكاء الاصطناعي المتقدم. كان هذا العصر الجديد من الذكاء الاصطناعي قادمًا بسرعة، وأكد الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، أن هذه التكنولوجيا يجب أن تكون متاحة للجميع، وأنه لا ينبغي لأي قوة استبدادية أن تفرض قيودًا على هذا التقدم.
وأضاف ألتمان: “نحن على أعتاب قفزة ضخمة نحو عصر الذكاء الاصطناعي، ويجب أن نضمن أن هذا التطور سيبقى مفتوحًا ومتوافرًا للجميع دون أن تفرض عليه الأنظمة الاستبدادية قيودًا أو تعرقله القوانين البيروقراطية”.
الخلاصة: حربٌ باردة تكنولوجية
بينما كان العالم يتطلع إلى المستقبل، تزايدت التوترات بين القوى الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي. كانت الحرب التقنية الباردة قد بدأت بالفعل، وبينما تتسارع الصين في تطوير نماذجها، كانت الولايات المتحدة تحاول بشدة الحفاظ على ريادتها في هذا المجال. لكن السؤال الذي يظل قائمًا: كيف ستؤثر هذه المنافسة على عالمنا في المستقبل؟ وهل ستكون هناك تهديدات أمنية قد تهدد الاستقرار العالمي إذا تواصلت هذه الصراعات؟
قد تكون هذه الحرب الباردة التكنولوجية في بدايتها، لكن تأثيراتها ستكون عميقة، ومع الوقت قد يصبح الذكاء الاصطناعي ساحة المعركة الحاسمة التي تحدد مصير القوى العالمية.