آخر الأخبار
الذكاء الاصطناعي يعيد أم كلثوم إلى الحياة.. إبداع أم تزييف للتراث؟

في خطوة تقنية غير مسبوقة، نجح المصمم المصري عمر إمام في إعادة تجسيد شخصية كوكب الشرق أم كلثوم رقميًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما أثار حالة من الدهشة والجدل في الأوساط الفنية والثقافية.
ونشر إمام عبر حسابه على إنستغرام مقطع فيديو واقعي يُظهر أم كلثوم وهي تغني أغنيتها الشهيرة “يا ليلة العيد” في أحد الأحياء المصرية، وكأن الزمن عاد بها إلى الحاضر، وسط أجواء احتفالية مستوحاة من الماضي. وأظهر الفيديو تفاصيل دقيقة في ملامحها، حركاتها، وحتى طريقة أدائها، ما جعل العديد من المشاهدين يشعرون وكأنهم أمام عرض جديد لكوكب الشرق، التي غادرت عالمنا منذ عقود.
ثورة رقمية أم تشويه للهوية الثقافية؟
منذ نشر الفيديو، انقسمت الآراء بين الإعجاب والانبهار بالتطور التكنولوجي، وبين المخاوف من تداعيات هذه التقنية على الهوية الفنية والثقافية.
🔹 وجهة النظر الإيجابية: يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام إحياء التراث الفني، مما يتيح للأجيال الجديدة فرصة التعرف على عمالقة الفن العربي بطريقة حديثة. كما أن هذه التقنيات قد تُستخدم في ترميم المواد الأرشيفية وإعادة تقديمها بجودة عالية، ما يضمن الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.
🔹 وجهة النظر المعارضة: في المقابل، يخشى آخرون من أن مثل هذه التجارب قد تؤدي إلى طمس الفروق بين الواقع والتزييف، مما يفتح المجال للتلاعب بتاريخ الشخصيات الفنية أو إعادة استخدام أصواتهم وصورهم بطرق غير أخلاقية. كما أن هناك مخاوف من أن يتم تقديم محتوى جديد منسوب لأم كلثوم أو غيرها من الشخصيات الراحلة دون الحصول على موافقات قانونية أو عائلية، مما قد يثير إشكالات أخلاقية وحقوقية.
ما هو مستقبل الفن في ظل الذكاء الاصطناعي؟
مع التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الواضح أن هذه الأدوات قادرة على إحداث تحول جذري في الصناعات الإبداعية، بما في ذلك الموسيقى، السينما، وحتى الفنون البصرية. ولكن يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكننا الاعتماد على هذه التكنولوجيا دون أن نفقد أصالة الفنون؟