آخر الأخبار
علي بابا تكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد لتحليل المشاعر البشرية

في مختبر تونغي، كان الباحثون في شركة علي بابا يعملون بجد على مشروعهم الجديد. كانوا يعلمون أن المستقبل سيكون مليئًا بالفرص، وأن الذكاء الاصطناعي سيكون هو المفتاح. لكنهم أرادوا شيئًا أكثر من مجرد تقنيات جديدة، كانوا يسعون إلى ابتكار شيء يمكنه فهم الإنسان بشكل أعمق: المشاعر البشرية.
ثم جاء يوم إعلان المفاجأة: تم إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “R1-Omni”، الذي كان يُعدّ ثورة حقيقية في فهم المشاعر. كان النموذج قادرًا على تحليل المشاعر من خلال مقاطع الفيديو، في خطوة غير مسبوقة في عالم الذكاء الاصطناعي. لم يكن هذا النموذج مجرد تقنية، بل كان نافذة جديدة لعلاقة أكثر تفاعلًا بين الإنسان والآلة.
من الفيديو إلى الفهم العاطفي
أظهرت العروض التوضيحية كيف يمكن لـ “R1-Omni” أن يلتقط الانفعالات على وجوه الناس، مثل السعادة، الغضب، الحزن، أو المفاجأة، بل ويمكنه أيضًا أن يلاحظ تفاصيل مثل الملابس التي يرتديها الأشخاص والبيئة المحيطة بهم. كانت كل حركة صغيرة على وجه شخص ما، أو لمحة عن ملابسه، تُترجم إلى مشاعر وفهم دقيق. لم تكن الآلة مجرد أداة لقراءة الصور؛ كانت قادرة على التفاعل مع الإنسان بطرق كان من المستحيل تخيلها في الماضي.
تطور يعتمد على الرؤية الحاسوبية
كان هذا الإنجاز مبنيًا على تقنيات الرؤية الحاسوبية المتقدمة، التي تطورت عبر سنوات من البحث والعمل الجاد. النموذج نفسه هو نتاج أبحاث سابقة تحت اسم “HumanOmni”، الذي كان تطويره بقيادة الباحث جياشينغ تشاو. كان التحدي الذي واجه الفريق هو جعل الآلات قادرة على رؤية الإنسان كما نراه نحن: مع فهم لحركات الوجه وتعبيرات الجسم التي تتحدث بلغة المشاعر.
لكن لم يكن هذا الاختراع مجرّد تكريس للعلم؛ كان يمثل ثورة في كيفية تفاعل الآلات مع البشر، مما جعل الأمر يبدو وكأن الذكاء الاصطناعي يقترب أكثر من الوعي البشري.
التحدي في ساحة الذكاء الاصطناعي الصينية
في الصين، كان سوق الذكاء الاصطناعي يشهد منافسة قوية. بعد أن حققت شركة DeepSeek نجاحًا مذهلاً بتفوق أحد نماذجها على ChatGPT، كان هناك شعور بالتحدي بين الشركات الكبرى. لكن علي بابا كانت مصممة على الرد على هذا التحدي بأسلوبها الخاص. كانت خطوة إطلاق “R1-Omni” بمثابة إعلان عن تفوق تقني، ورغبة حقيقية في الصعود إلى قمة عالم الذكاء الاصطناعي.
استثمار في المستقبل
لم تكتفِ علي بابا بالابتكار في مجال تحليل المشاعر فحسب، بل كانت تستثمر بشكل هائل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى. كان نموذج “Qwen” الجديد، الذي قدمته الشركة، في منافسة مباشرة مع DeepSeek. وفي مؤتمر مهم، أكد إيدي وو، الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، أن الشركة تركز على الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، الذي يمكنه فهم العالم البشري بشكل كامل. كان هذا الهدف بمثابة رؤية مستقبلية تأمل علي بابا في تحقيقها لتغيير قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا.
شراكات استراتيجية وتوسع عالمي
ومع تطلعها نحو التوسع العالمي، عقدت علي بابا شراكة استراتيجية مع آبل، لتزويد هواتف آيفون في الصين بمزايا الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وكانت هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الشركة لتعزيز مكانتها في أسواق جديدة ونموذج أعمالها التكنولوجي. كما قررت علي بابا طرح نموذج “R1-Omni” مجانًا على منصة Hugging Face، في خطوة لزيادة الوصول إلى هذه التقنية المبتكرة، ولتحدي منصات مثل OpenAI التي أطلقت نموذج GPT-4.5 مؤخرًا.
رؤية علي بابا: المستقبل في الذكاء الاصطناعي
ومع مرور الوقت، استمرت علي بابا في دفع حدود الابتكار التكنولوجي. كانت رؤيتها واضحة: بناء مستقبل يتسم بـ الذكاء الاصطناعي العام الذي يمكنه فهم وتفاعل مع العالم بطريقة لم تشهدها البشرية من قبل. كان الفريق في مختبر تونغي يعرف أن ما قاموا به ليس مجرد خطوة صغيرة في عالم التكنولوجيا، بل كان بداية لفصل جديد في العلاقة بين الإنسان والآلة.