آخر الأخبار
أمازون تطلق دفعة جديدة من أقمار “كويبر”: سباق الإنترنت الفضائي يشتعل

في خطوة جديدة تعكس تصاعد حدة التنافس في مجال خدمات الإنترنت الفضائي، أطلقت شركة أمازون الدفعة الثانية من أقمارها الصناعية ضمن مشروع “كويبر”، الذي تسعى من خلاله لمنافسة شبكة “ستارلينك” التابعة للملياردير إيلون ماسك، والتي تهيمن حاليًا على سوق الإنترنت الفضائي العالمي.
إطلاق ناجح من قاعدة “كيب كانافيرال”
انطلقت العملية فجر يوم الاثنين من محطة كيب كانافيرال الفضائية الواقعة في ولاية فلوريدا الأميركية، حيث حمل صاروخ “أطلس 5” التابع لتحالف الإطلاق المتحد (ULA) مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية، بلغ عددها 27 قمرًا صناعيًا من طراز “كويبر”، نحو مدار أرضي منخفض.
وشوهد الإطلاق في بث مباشر، تَابعه المهتمون بقطاع الفضاء حول العالم، حيث أكد المهندس في تحالف الإطلاق، بن شيلتون، خلال البث قائلًا:
“نحن اليوم نبدأ فصلًا جديدًا في تاريخ الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مع هذه المجموعة الجديدة من أقمار كويبر التابعة لأمازون.”
تأجيلات فنية وأحوال جوية صعبة
وكان من المقرر تنفيذ المهمة في وقت سابق، إلا أنها تأجلت مرتين، الأولى بسبب ظروف جوية غير مستقرة، والثانية نتيجة خلل تقني في أحد معززات الصاروخ، وفق ما أوردته شبكة CNBC الإخبارية.
مشروع كويبر: طموح فضائي يتشكل
يُذكر أن مشروع “كويبر” تم الكشف عنه لأول مرة من قبل شركة أمازون قبل نحو ست سنوات، وتحديدًا في عام 2019، ويهدف إلى بناء منظومة ضخمة من الأقمار الصناعية تدور في مدار منخفض حول الأرض، لتقديم خدمات إنترنت عالي السرعة لمناطق نائية حول العالم لا تصلها الشبكات التقليدية، ما يمثّل بديلًا أو منافسًا لمشروع “ستارلينك” الذي انطلق عام 2018.
وبهذه الدفعة الجديدة، يرتفع عدد الأقمار الصناعية النشطة في مشروع “كويبر” إلى 54 قمرًا، ضمن الخطة الأشمل التي تستهدف نشر ما يصل إلى 3236 قمرًا بحلول السنوات القليلة المقبلة. وقد حصلت أمازون على موافقة من لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (FCC) على تنفيذ المشروع، شريطة إطلاق نصف هذه الكوكبة (1618 قمرًا) قبل يوليو 2026 كحد أقصى.
تعاونات مع المنافسين لتحقيق الهدف
لتحقيق هذا الهدف الطموح، أبرمت أمازون عقودًا لأكثر من 80 عملية إطلاق مستقبلية، بالتعاون مع شركات مختلفة في مجال الإطلاق الفضائي — من ضمنها المفارقة الأبرز، “سبيس إكس”، الشركة المنافسة التي يقودها إيلون ماسك، والمالكة لشبكة “ستارلينك”.
ملامح المنافسة القادمة
في الوقت الحالي، تمتلك شبكة “ستارلينك” عددًا يفوق 8000 قمر صناعي في المدار، وتُعد أكبر شبكة من نوعها على مستوى العالم. ومع دخول أمازون بثقلها، يبدو أننا على أعتاب موجة جديدة من المنافسة التجارية في الفضاء، لن تقتصر فقط على تقديم الإنترنت، بل ستفتح آفاقًا جديدة لاستخدامات الاتصالات العالمية، والتحكّم في تدفق البيانات في المناطق البعيدة والمحرومة.
تأثيرات محتملة على السوق العالمي
إن دخول “أمازون” بهذه القوة إلى سباق الإنترنت الفضائي، لا يعبّر فقط عن طموح تكنولوجي، بل يُنذر بتحولات استراتيجية في مستقبل سوق الاتصالات العالمي. فبينما تسعى الشركات إلى ربط مليارات الأشخاص بالشبكة، تتعزز فرص الابتكار، وتزداد الضغوط على شركات الاتصالات الأرضية التقليدية لمواكبة هذا التوسع.
من الواضح أن “كويبر” لم يعد مجرد مشروع بحثي أو فكرة طموحة على الورق. إطلاق الدفعة الثانية من أقمار أمازون يرسل رسالة واضحة:
المعركة الحقيقية على سوق الإنترنت العالمي بدأت، ومن الفضاء هذه المرة.