آخر الأخبار
أبل تمزج بين السينما والتكنولوجيا: إعلان تفاعلي لفيلم “F1” يُدخل المشاهد في قلب سباقات الفورمولا 1 بتقنية اللمس الحسي

في سابقة تقنية مثيرة للاهتمام، طرحت شركة أبل إعلاناً ترويجياً لفيلمها المرتقب F1، يجمع بين الإثارة السينمائية والتجربة الحسية من خلال تقنية Haptic Touch، ما يُشكّل قفزة نوعية في طريقة استهلاك المحتوى البصري. هذا الإعلان لا يقتصر على المشاهدة التقليدية فحسب، بل يسمح للمستخدمين “بالشعور” الفعلي بإيقاع السباقات، اهتزاز المحركات، وتفاصيل مشاهد الحركة — كل ذلك عبر اهتزازات دقيقة ومتزامنة على شاشة هواتف آيفون.
من الشاشة إلى راحة اليد: كيف حوّلت أبل الإعلان إلى تجربة حسية؟
عند تشغيل الإعلان عبر تطبيق Apple TV أو App Store، تبدأ الشاشة بالاهتزاز تدريجياً مع تسارع سيارة الفورمولا 1، في محاكاة واقعية للقوة الحركية التي يعيشها السائق داخل الحلبة. وتُظهر اللقطات بطل الفيلم براد بيت بشخصية “سوني هايز”، وهو يقود السيارة بسرعة جنونية، فيما تتفاعل تقنية Haptic مع كل انحناءة وارتجاج وتغيّر في السرعة.
ولعل ما يميز هذه التجربة هو أن كل اهتزاز محسوب بدقة ويتزامن مع الموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية، ليُشعر المستخدم وكأنه يعيش لحظة السباق فعلاً، لا مجرد مشاهدتها. وتقول أبل إن هذه التقنية لا تتطلب أي تنزيلات إضافية أو إعدادات يدوية، بل تعمل تلقائيًا على الأجهزة المدعومة بنظام iOS 18.4 أو الأحدث.
فيلم F1: دراما رياضية بقيادة نجوم كبار
الفيلم، من إنتاج ضخم وتوقيع أسماء سينمائية بارزة، يدور حول المتسابق المخضرم سوني هايز، الذي كان يُعتبر أحد ألمع نجوم الفورمولا 1 في التسعينيات. بعد تعرضه لحادث مروّع أنهى مسيرته فجأة، ينزوي سوني عن الأضواء لسنوات. ولكن تأتيه الفرصة من جديد عندما يتلقى عرضًا مفاجئًا من زميله القديم في الفريق، روبين سيرفانتس (الذي يجسده النجم الإسباني خافيير بارديم)، للانضمام إلى فريق جديد يُدعى Apex Grand Prix (APXGP).
يُطلب من سوني أن يشارك في السباقات إلى جانب السائق الصاعد جوشوا بيرس (يؤدي دوره دامسون إدريس)، وهو شاب موهوب يتمتع بقدرات عالية ولكن يفتقر للخبرة. وبين الشكوك الشخصية والرغبة في استعادة أمجاده، يجد سوني نفسه مجبراً على اتخاذ قرار حاسم: إما القبول بالعودة وتحدي ماضيه، أو التخلي نهائياً عن عالم السباقات.
الفيلم يضم أيضًا نخبة من الممثلين مثل كيري كوندون، توبياس منزيز، وكيم بودنيا، وهو من إخراج جوزيف كوسينسكي (مخرج فيلم Top Gun: Maverick)، وسيناريو إهرن كروجر، مبني على قصة شارك فيها كوسينسكي نفسه. ومن المقرر عرض الفيلم على شاشات السينما وبتقنية IMAX في 27 يونيو 2025.
Haptic Touch: التكنولوجيا التي تُشعِرُك بالفيلم
لم يكن الإعلان التفاعلي مجرد وسيلة تسويقية، بل مثالاً عملياً على تطور تجربة المستخدم في أجهزة أبل. تقنية Haptic Touch، التي ظهرت للمرة الأولى في 2015 ضمن هاتف iPhone 6s تحت اسم 3D Touch، تطورت لاحقاً إلى ما يُعرف اليوم بـ اللمس الحسي التفاعلي. وهي تقنية تعتمد على محرك دقيق يُدعى Taptic Engine، يطلق اهتزازات قصيرة ومحسوبة بدقة شديدة لتمنح المستخدم شعورًا واقعيًا بالضغط، التفاعل، أو الإشعارات.
في حالة هذا الإعلان، لم يتم استخدام Haptic Touch كجزء من واجهة الاستخدام فقط، بل تم دمجها فنياً داخل سياق الفيلم نفسه. حيث جرى التنسيق بين فريق الإنتاج وفريق تكنولوجيا أبل، ليتم ضبط توقيت الاهتزازات بدقة تامة، بحيث يشعر المستخدم في لحظات معينة بالقوة الحركية، وكأن الشاشة تتحول إلى عجلة قيادة، والهاتف إلى مقعد سائق في سباق حقيقي.
ما أهمية هذه الخطوة في مستقبل الترفيه الرقمي؟
تمثل هذه التجربة مرحلة جديدة من التكامل بين الترفيه والتكنولوجيا، حيث لم يعد التفاعل محصورًا بالبصر والسمع، بل امتد ليشمل اللمس أيضاً. وإذا كانت السينما تسعى دائمًا لإشراك الحواس، فإن أبل فتحت الباب الآن أمام حقبة جديدة من المحتوى الحسي، الذي يُدخل المستخدم فعلياً في قلب الحدث.
لا يُستبعد أن نشهد في المستقبل القريب أفلامًا وألعابًا تفاعلية كاملة تعتمد على Haptic Feedback، تُحدث اهتزازات تتوافق مع المشاهد العاطفية، مشاهد الرعب، أو حتى أصوات معينة، ليصبح المحتوى أكثر تأثيراً وتفاعلاً. بل إن الاستخدامات قد تمتد إلى التعليم، التدريب، وحتى الصحة النفسية.