آبل تقترب من دخول سوق الأجهزة المنزلية الذكية إطلاق مرتقب نهاية 2025

خطوة طال انتظارها من عشاق التكنولوجيا، أفادت وكالة “بلومبرغ” عبر تقرير حديث بأن شركة آبل Apple تعتزم إطلاق أول جهاز منزلي ذكي لها في الأسواق العالمية قبل نهاية عام 2025، ليكون بمثابة بوابة جديدة لدخول الشركة في عالم المنازل الذكية، الذي تسيطر عليه حاليًا علامات تجارية رائدة مثل أمازون Amazon وغوغل Google.

هذا التحرك لا يمثل مجرد إطلاق منتج جديد، بل يعبّر عن تحوّل استراتيجي عميق داخل الشركة، يعكس سعيها الحثيث إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي فيما يُعرف اليوم باسم “Apple Intelligence”، والذي أُعلن عنه رسميًا خلال مؤتمر المطورين WWDC 2024.

سنوات من الترقب والتأجيل: المشروع الذي بدأ في الظل عام 2022

تعود جذور هذا المشروع إلى عام 2022، حين بدأت تتسرب أخبار داخلية من فرق التطوير في آبل تشير إلى أن الشركة تعمل على تصميم جهاز منزلي ذكي يجمع بين التحكم الصوتي، الترفيه المنزلي، والإنتاجية اليومية، لكن المشروع واجه سلسلة من العقبات التقنية. أبرز هذه العقبات تمثّلت في إعادة هندسة المساعد الصوتي Siri ليواكب المتطلبات المستقبلية من حيث الفهم والسياق والاستجابة التفاعلية في الوقت الحقيقي.

ورغم أن الجهاز حصل على الموافقة الداخلية مبكرًا، إلا أن مشاكل التكامل مع الذكاء الاصطناعي أجلت الطرح الرسمي عدة مرات. فقد كانت آبل حريصة على ألا يكون الجهاز مجرد نسخة مكررة من Amazon Echo أو Google Nest Hub، بل أرادت تقديم نموذج ثوري يعكس فلسفة آبل في الجمع بين التصميم، الذكاء، والخصوصية.

تصميم متعدد الوظائف يجمع بين iPad وHomePod

من المتوقع أن يتميز الجهاز الجديد بتصميم فريد يدمج بين الطابع الانسيابي لأجهزة HomePod وقدرات العرض والتفاعل التي توفرها شاشات iPad. وتؤكد التسريبات أن الجهاز سيأتي بشاشة لمس بقياس 7 إنشات، مزودة بواجهة عرض حديثة تُشبه “وضع الانتظار StandBy” المتوفّر حاليًا في بعض إصدارات آيفون الحديثة.

كما سيعمل الجهاز بنظام تشغيل جديد كليًا أطلقت عليه الشركة اسم homeOS، وهو نظام مبني خصيصًا لإدارة التفاعل المنزلي عبر الصوت واللمس، مع دعم تقنيات Apple Intelligence الجديدة التي تتيح للمساعد الصوتي تنفيذ أوامر معقدة وفهم السياق بدقة أكبر.

إصداران مختلفان… أحدهما مزوّد بذراع روبوتية

بحسب التقرير، تعتزم آبل أولاً طرح إصدار منخفض المواصفات من الجهاز دون مزايا متقدمة، وذلك بهدف دخول السوق تدريجيًا واختبار تفاعل المستخدمين. أما الطموح الحقيقي فيكمن في النموذج الآخر الذي تعمل عليه حاليًا الشركة ضمن خطة تمتد إلى عام 2026، والذي سيكون مزودًا بذراع روبوتية تتيح له التحرك في نطاق محدود على الطاولة أو المكتب، بحيث يمكنه توجيه الشاشة نحو المستخدم أو تنفيذ مهام بسيطة مثل الإيماء التلقائي.

ورغم أن هذا النموذج يُعد “أولوية استراتيجية”، إلا أن هناك احتمالات كبيرة بأن يتم تأجيل بعض مزاياه الأكثر طموحًا إلى ما بعد الإصدار الأول، خاصةً تلك التي تتطلب تقنيات معقّدة في التحكم الآلي أو استهلاك طاقة إضافي.

Apple Intelligence: العمود الفقري للمنتج

لا يمكن فهم هذا الجهاز دون التطرق إلى تقنية Apple Intelligence، وهي المنصة الجديدة التي أطلقتها آبل لتعزيز التكامل بين الذكاء الاصطناعي والخصوصية. بخلاف المنافسين، تؤكد آبل أن جميع عمليات الذكاء الاصطناعي في جهازها المنزلي ستُنفذ محليًا على الجهاز نفسه أو عبر خوادم محمية، ما يوفر خصوصية عالية دون التضحية بالأداء.

ويتوقع أن يُوظف الجهاز هذه التقنية لتمكين Siri من:

• إدارة المهام المنزلية مثل الإضاءة والتكييف والأجهزة المتصلة.
  
• تقديم اقتراحات مخصصة للمستخدمين اعتمادًا على العادات والجدول الزمني.
  
• قراءة الرسائل والتنبيهات والتفاعل معها صوتيًا.
  
• تشغيل الموسيقى أو الفيديوهات بطريقة ذكية وفقًا لسياق الوقت والموقع في المنزل.
  

منافسة نارية مع أمازون وغوغل

يدخل الجهاز المنزلي من آبل في سوق مزدحم بالفعل، حيث تهيمن Amazon Echo على قطاع التحكم الصوتي المنزلي، بينما تحظى أجهزة Google Nest Hub بانتشار واسع في المنازل الذكية حول العالم. وتتميز هذه الأجهزة بأسعار تبدأ من أقل من 100 دولار، وهو ما قد يجعل من سعر آبل المرتقب (الذي قد يبدأ من 1000 دولار للإصدار المتقدم) تحديًا في الوصول إلى جميع الفئات.

لكن خبراء السوق يشيرون إلى أن آبل تراهن على القيمة وليس السعر، إذ تقدم منتجًا متميزًا من حيث التصميم، الأمن، التكامل مع منظومة iOS، وقدرات الذكاء الاصطناعي الحصرية.

مستقبل المنازل الذكية بين يدي آبل؟

إذا نجحت آبل في إطلاق هذا الجهاز بالشكل المخطط له، فإنها ستفتح بابًا جديدًا في سوق المنازل الذكية، وربما تُحدث تغييرات كبيرة في طريقة تفاعلنا مع الأجهزة في منازلنا. ومع ارتفاع توقعات المستخدمين حول العالم بما يمكن أن تقدمه آبل من ابتكارات مذهلة، فإن عام 2025 قد يكون بداية فصل جديد في الذكاء المنزلي التفاعلي.