آخر الأخبار
آبل تحسم قرارها في الصين: لماذا فضّلت علي بابا على DeepSeek؟

لطالما كانت الصين واحدة من الأسواق الأكثر أهمية لشركة آبل، لكنها أيضًا من أكثرها تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بالتقنيات الحديثة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع إعلان آبل عن مزايا Apple Intelligence، كان السؤال الأبرز: كيف ستتمكن من توفير هذه المزايا لمستخدميها في الصين في ظل القوانين الصارمة التي تفرض على الشركات الأجنبية التعاون مع شركاء محليين؟
في البداية، كانت شركة DeepSeek في دائرة الاهتمام. هذه الشركة الصينية الناشئة أثارت ضجة في عالم الذكاء الاصطناعي بعد تطويرها نموذجًا أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة مقارنة بالمنافسين. لكن العقوبات الأمريكية التي تمنع استخدام تقنياتها في المؤسسات الحكومية بسبب مخاوف أمنية، وضعت عقبة كبيرة أمام شراكة محتملة بين آبل وDeepSeek.
البحث عن البديل: من بايدو إلى علي بابا
لم تكن DeepSeek الخيار الوحيد، فبحسب تقرير نشره موقع “ذا إنفورميشن”، أجرت آبل محادثات مع بايدو، التي كانت تُعتبر المرشح الأبرز. لكن بعد مراجعة دقيقة، وجدت آبل أن نماذج بايدو لا ترقى إلى معاييرها من حيث الأداء والكفاءة. وهكذا، وسّعت نطاق البحث ليشمل شركات أخرى مثل تينسنت وبايت دانس وعلي بابا.
في النهاية، وقع الاختيار على علي بابا، التي قدمت حلولًا متطورة أثبتت فعاليتها. وأكد التقرير أن آبل وعلي بابا قدّمتا بالفعل مجموعة أولية من مزايا الذكاء الاصطناعي إلى هيئة الفضاء السيبراني في الصين للحصول على الموافقة الرسمية.
لماذا هذا القرار مهم؟
آبل تدرك تمامًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملًا حاسمًا في سوق الهواتف الذكية، خاصة في الصين، حيث يتوقع المستخدمون تجربة رقمية متطورة. غياب مزايا الذكاء الاصطناعي كان أحد الأسباب التي أدت إلى انخفاض مبيعات آيفون في السوق الصيني بنسبة 11%، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي تيم كوك.
كما أن هذا التعاون مع علي بابا يعكس رغبة آبل في الالتزام بالقوانين الصينية، وفي الوقت نفسه، ضمان تقديم تجربة مستخدم متطورة تتماشى مع معايير Apple Intelligence عالميًا.
ماذا بعد؟
آبل أكدت سابقًا أن مزايا Apple Intelligence ستدعم المزيد من اللغات، من بينها الصينية، مع تحديث جديد منتظر في أبريل المقبل. ومن المتوقع أن يكون هذا التحديث نقطة تحول في أداء آبل في السوق الصيني، حيث سيعزز من تجربة المستخدمين وقد يعكس اتجاه تراجع المبيعات.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح آبل في استعادة مكانتها في الصين مع هذه الخطوة؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف عن مدى تأثير هذا القرار في المنافسة المحتدمة في عالم الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية.