آخر الأخبار
آبل تعود للإعلانات على منصة إكس بعد أكثر من عام من التوقف

بعد غياب دام أكثر من عام، ظهرت آبل مجددًا على منصة إكس، لتنهي بذلك فترة طويلة من المقاطعة التي شهدت توقف العديد من الشركات الكبرى عن عرض إعلاناتها على المنصة. ولكن هذه العودة لم تكن مجرد خطوة إعلانية عابرة، بل كانت بمثابة تحول عميق في العلاقة بين آبل والمنصة التي استحوذ عليها إيلون ماسك في 2022.
البداية… كيف بدأت المقاطعة؟
في عام 2022، وبعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر (التي أصبحت لاحقًا منصة إكس)، بدأت موجة من المقاطعات الإعلانية من قبل كبرى الشركات العالمية. في تلك الفترة، أعربت شركات مثل أمازون، ديزني، كومكاست، وIBM عن قلقها حيال سياسات ماسك في إدارة محتوى المنصة. بعض هذه الشركات كان لديها تحفظات بشأن التعامل مع الخطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي بدأت تنتشر على المنصة، بينما كانت هناك شركات أخرى مثل آبل تتأثر بتصريحات ماسك المثيرة للجدل، والتي وصفها الكثيرون بأنها “معادية للسامية”.
لكن من خلال تلك المقاطعة، اكتسبت آبل مكانة مميزة في مقدمة هذه الشركات التي رفضت أن تكون جزءًا من التغيير الذي يحدث على المنصة، لتبتعد عن إعلانات تويتر لمدة عام كامل.
العودة المفاجئة… ما الذي تغير؟
ومع مرور الوقت، بدأت المياه تعود إلى مجاريها بشكل تدريجي. عاد بعض الشركات الكبرى لإعادة تفعيل حملاتها الإعلانية على إكس، ولكن الأكثر لفتًا للنظر كان قرار آبل بالعودة للإعلان في المنصة بعد طول غياب. في أولى حملاتها الإعلانية، ركزت آبل على ترويج خدماتها المميزة، مثل خدمة Apple TV Plus ومتصفح Safari، مع التركيز بشكل خاص على مزايا الخصوصية التي يقدمها الأخير.
ولكن لماذا قررت آبل العودة الآن؟ يمكن القول إن التغيير الكبير جاء من التحولات التي شهدها القطاع التكنولوجي والعلاقات السياسية المحيطة بالمنصة. من جانب آخر، اتخذت إكس خطوات قانونية مثيرة، إذ رفعت دعوى قضائية ضد عدة شركات إعلانات كبيرة في أغسطس 2023، متهمة إياها بمقاطعة غير قانونية وحجب إيرادات إعلانات عن المنصة.
إيلون ماسك… نفوذ سياسي متزايد
لم يكن ما حدث مجرد تحول في علاقات الشركات مع إكس، بل امتد إلى السياسة أيضًا. ففي الفترة التي تلت استحواذ ماسك على المنصة، أصبحت علاقته مع كبار الشخصيات السياسية، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكثر قوة. ماسك نفسه تولى منصبًا مهمًا في “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، وهي منظمة تهدف إلى تقليل الإنفاق الحكومي. من خلال هذا الدور، عزز ماسك نفوذه على الساحة السياسية الأمريكية، مما أثر بشكل مباشر على التصورات العامة حول إكس وسياساتها.
هل سيكون هناك عودة حقيقية؟
ومع عودة آبل للإعلان، تتجه الأنظار الآن إلى بقية الشركات الكبرى. يشير البعض إلى أن أمازون قد تتبع خطوات آبل قريبًا، بل ربما تزيد من ميزانيتها الإعلانية على إكس بشكل كبير. ولكن السؤال يبقى: هل ستتمكن إكس من استعادة الثقة التامة لهذه الشركات في قدرتها على الإشراف على المحتوى؟ وهل سيظل هناك تحديات مرتبطة بمكافحة الكراهية والمعلومات المضللة؟
كل هذه الأسئلة تظل معلقة في الهواء، والوقت وحده كفيل بالإجابة عليها. لكن ما هو مؤكد الآن هو أن آبل قد فتحت الباب أمام احتمالات جديدة قد تساهم في تحول علاقات الشركات مع المنصة في المستقبل القريب.
كانت عودة آبل للإعلانات على إكس بمثابة نقطة تحول هامة في علاقة الشركات الكبرى مع المنصة. وبينما يترقب الجميع مستقبل هذه العلاقات، فإن الأيام القادمة قد تحمل المزيد من المفاجآت، سواء على صعيد الإعلانات أو في سياسات المحتوى.