آخر الأخبار
آبل تسرّع تطوير مودم C2: هل تقترب من الاستغناء عن كوالكوم؟

استمرار جهود آبل لتطوير مودماتها الداخلية
في خطوة جديدة نحو تحقيق استقلالها التكنولوجي في مجال الاتصالات، تعمل آبل على تسريع تطوير الجيل الثاني من مودماتها الداخلية، حيث بدأت مؤخرًا في اختبار مودم C2، وهو الجيل الجديد الذي يأتي بعد إطلاق مودم C1 مع هاتف آيفون 16e. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية الشركة لتقليل اعتمادها على كوالكوم، التي كانت المزود الأساسي لمودمات شبكات الاتصال في أجهزة آبل على مدار السنوات الماضية.
يأتي تطوير مودم C2 في وقت تسعى فيه آبل إلى تحسين أدائها في قطاع المعالجات والمودمات اللاسلكية، حيث كشف تقرير جديد أن المودم يحمل الرقم التعريفي C4020، وهو ما يشير إلى أنه لا يزال في مرحلة الاختبار الأولي. ورغم عدم توفر تفاصيل تقنية دقيقة حتى الآن، فإن التسريبات تشير إلى أن آبل تعمل على تحسين الأداء، وزيادة سرعة الاتصال، وتعزيز استهلاك الطاقة بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالإصدار الأول C1.
مودم C1.. خطوة أولى لكنها غير مكتملة
عندما كشفت آبل عن مودم C1 في هاتف آيفون 16e، كان ذلك بمثابة نقلة نوعية في مسيرة الشركة نحو تطوير تقنياتها الداخلية. ومع ذلك، ورغم أن المودم يمثل إنجازًا مهمًا، إلا أنه يعاني من نقطة ضعف رئيسية، وهي عدم دعمه لتقنية mmWave، وهي إحدى أسرع تقنيات الاتصال بشبكات الجيل الخامس 5G. في المقابل، لا تزال مودمات كوالكوم تدعم mmWave بكفاءة عالية، مما يمنحها تفوقًا على مودم آبل الأول.
لكن آبل لم تتوقف عند هذه النقطة، حيث صرّح جوني سروجي، رئيس قسم الشرائح في آبل، خلال مقابلة مع وكالة رويترز أن “مودم C1 ليس سوى البداية”، في إشارة واضحة إلى أن الشركة تعمل على تحسين أدائها في هذا المجال من خلال الجيل القادم C2، الذي من المتوقع أن يعالج نقاط الضعف في الإصدار الأول.
هل يصل مودم C2 إلى هواتف آيفون 17؟
رغم التقدم الذي أحرزته آبل في تطوير مودمها الجديد، إلا أن التقارير تشير إلى أن مودم C2 قد لا يكون جاهزًا في الوقت المناسب لإدراجه في سلسلة هواتف آيفون 17. ووفقًا للتوقعات، فمن المحتمل أن تستمر آبل في الاعتماد على مودمات كوالكوم لتوفير الاتصال بشبكات الجيل الخامس لمعظم طرز آيفون 17، باستثناء آيفون 17 آير، الذي قد يستخدم مودم C1 بدلاً من مودمات كوالكوم.
هذا السيناريو يعني أن آبل لم تصل بعد إلى مرحلة الاستغناء التام عن كوالكوم، وقد تضطر إلى الاستمرار في شراكتها مع الشركة حتى عام 2026 أو أكثر، إذا لم تتمكن من تطوير مودم داخلي بمواصفات تنافسية قادرة على العمل بكفاءة تضاهي أو تتفوق على حلول كوالكوم المتاحة حاليًا.
التحديات التي تواجه آبل في تطوير مودم C2
تطوير مودم داخلي ليس مهمة سهلة، حيث يتطلب الأمر استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، بالإضافة إلى الاختبارات المكثفة لضمان توافق المودم مع الشبكات العالمية المختلفة. وتواجه آبل عدة تحديات رئيسية في هذا السياق، أبرزها:
- تحسين الأداء: يجب أن يكون مودم C2 قادرًا على توفير سرعات اتصال تضاهي أو تتجاوز مودمات كوالكوم.
- دعم تقنية mmWave: حتى الآن، لا يدعم مودم C1 هذه التقنية، وإذا استمر هذا العائق مع C2، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على أداء الشبكة، خصوصًا في الأسواق التي تعتمد على mmWave.
- الكفاءة في استهلاك الطاقة: يجب أن يكون المودم موفرًا للطاقة حتى لا يؤثر على عمر البطارية في أجهزة آيفون.
- التوافق مع الشبكات العالمية: تحتاج آبل إلى التأكد من أن مودمها يعمل بسلاسة مع شركات الاتصالات في مختلف أنحاء العالم.
رغم هذه التحديات، فإن آبل تمتلك إمكانات هائلة، حيث لديها فرق هندسية متخصصة في تصميم الشرائح، كما أنها حققت نجاحًا كبيرًا في تطوير معالجات Apple Silicon لأجهزة ماك، مما يجعلها قادرة على تحقيق تقدم ملحوظ في مجال المودمات خلال السنوات القادمة.
هل تستطيع آبل منافسة كوالكوم في المستقبل؟
لا شك أن آبل تسعى إلى الاستقلال التام عن الموردين الخارجيين، وامتلاك زمام الأمور في تصميم جميع مكونات أجهزتها. ومع أن مودم C1 كان مجرد بداية، فإن مودم C2 قد يكون الخطوة الحاسمة التي تضع الشركة على مسار التخلص من اعتمادها على كوالكوم بشكل نهائي.
لكن السؤال الكبير هو: هل يمكن لآبل تحقيق هذا الهدف في غضون عامين فقط؟ إذا نجحت الشركة في تقديم مودم C2 بمواصفات قوية، فقد تتمكن من إدراجه في هواتف آيفون 18 أو 19، مما سيمكنها من الاستغناء التدريجي عن كوالكوم. أما إذا واجهت تحديات تقنية كبيرة، فقد تضطر إلى تمديد شراكتها مع كوالكوم إلى ما بعد 2026، وهو ما قد يكون خطوة غير مرغوبة بالنسبة لآبل، التي تحرص دائمًا على امتلاك السيطرة الكاملة على تقنياتها.
مع دخول مودم C2 مرحلة الاختبار، تتسارع جهود آبل نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في تطوير مودماتها اللاسلكية. ورغم العقبات المحتملة، فإن التطورات الحالية تشير إلى أن الشركة ماضية في طريقها نحو تقليل اعتمادها على كوالكوم. لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن مودم C2 من تقديم أداء منافس بالفعل، أم أن آبل ستضطر إلى الاعتماد على كوالكوم لسنوات أخرى؟