البيتكوين والعملات الرقمية تواجه موجة خسائر جديدة وسط توتر الأسواق الأمريكية وخلاف ترامب–ماسك

تواصل أسواق العملات المشفّرة نزيفها هذا الأسبوع، بقيادة عملة البيتكوين، التي سجّلت انخفاضًا جديدًا يوم الجمعة في ظل موجة جني أرباح حادة، وترقب بيانات اقتصادية مفصلية من الولايات المتحدة. وتزامن ذلك مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، إلى جانب خلاف علني متصاعد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير التقني إيلون ماسك، ما زاد من ضبابية السوق وأضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

تراجع البيتكوين وسط أجواء حذرة ومخاوف اقتصادية

انخفضت البيتكوين، أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية، بنسبة 0.5% لتسجّل 103,950.7 دولار بحلول الساعة 16:24 بتوقيت السعودية، بعد أن هبطت في وقت سابق إلى أدنى مستوى يومي بلغ 101,127.6 دولار، وهو أدنى سعر تصل إليه منذ عدة أسابيع. ويأتي هذا التراجع بعد موجة ارتفاع قوية دفعت العملة إلى الاقتراب من مستوى 112,000 دولار في منتصف مايو الماضي.

ومع هذه الخسائر، تتجه البيتكوين لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 1.6%، وهو الأسبوع الثاني على التوالي من التراجع، ما يعكس استمرار عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين الذين استفادوا من الارتفاعات القياسية الأخيرة.

وتُظهر البيانات الصادرة عن شركة التحليلات “Glassnode” أن هناك اتجاهًا متسارعًا نحو تسييل المكاسب بين حاملي البيتكوين، ما يضغط على الأسعار ويدفعها نحو نطاق تداول أضيق.

العملات الميمية تنهار بسبب خلاف ترامب وماسك

سجّلت العملات الرقمية الميمية المرتبطة بالشخصيات العامة، وعلى رأسها دونالد ترامب وإيلون ماسك، خسائر فادحة بعد أن تحوّل خلافهما إلى ساحة معركة على منصات التواصل الاجتماعي. وتصدرت عملة $TRUMP ودوجكوين (Dogecoin) هذه الخسائر.

الخلاف اندلع بعد أن وجّه ماسك انتقادات لاذعة لمشروع قانون اقتصادي مدعوم من ترامب، واصفًا إياه بأنه “مشروع مبذّر ومليء بالإسراف”. ورد ترامب بعنف، مهددًا بقطع العلاقات الحكومية مع شركات ماسك مثل SpaceX، ومشككًا في “اتزانه العقلي”.

هذا الصراع انعكس بشكل مباشر على أسعار العملات الرقمية المرتبطة بهما. فقدت عملة $TRUMP أكثر من 10% من قيمتها خلال يوم الجمعة فقط، فيما تراجعت دوجكوين بنسبة 6.3%، ما يسلّط الضوء على الطبيعة العاطفية والتقلبات الشديدة في أسواق العملات الميمية التي تعتمد على الشخصيات العامة.

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأمريكية

تزامن الهبوط في سوق العملات الرقمية مع تراجع في أسواق الأسهم الأمريكية، مدفوعًا بحالة من التوتر ترقبًا لبيانات الوظائف غير الزراعية المنتظرة في وقت لاحق من اليوم، والتي من المتوقع أن تعكس مزيدًا من تباطؤ سوق العمل الأمريكي، ما يعزز حالة الحذر لدى المتداولين.

هذه البيانات، إلى جانب المخاوف المرتبطة بالسياسات التجارية والمالية الأمريكية، ساهمت في تقليص شهية المستثمرين للمخاطر، ودفعهم إلى الخروج من الأصول عالية المخاطرة مثل العملات الرقمية.

خسائر تطال العملات البديلة أيضًا

لم تقتصر التراجعات على البيتكوين والعملات الميمية، بل شملت السوق بأكملها.

• تراجعت عملة الإيثر (Ethereum) بنسبة 4.2% لتسجّل 2,480.15 دولار.
  
• انخفضت XRP بنسبة 1.8% إلى 2.1605 دولار.
  
• فقدت كاردانو نحو 2.4% من قيمتها.
  
• سجلت بوليجون انخفاضًا قريبًا من 4%.
  
• أما سولانا، فتمكنت من تعويض خسائرها الطفيفة وأغلقت على ارتفاع طفيف بعد أن كانت منخفضة بنسبة 2.9% في وقت سابق.
  

وتعكس هذه الخسائر امتداد عمليات البيع إلى العملات البديلة (Altcoins)، في وقت يتزايد فيه القلق من تباطؤ اقتصادي عالمي، واحتمالات تشديد السياسات النقدية الأمريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي في حال ارتفاع معدلات التوظيف أو التضخم.

هل يدخل سوق العملات الرقمية في مرحلة تصحيح أوسع؟

على الرغم من أن الأسواق الرقمية ما زالت تحتفظ ببعض المكاسب السنوية، إلا أن التحركات الأخيرة تثير تساؤلات حول ما إذا كان القطاع يدخل في مرحلة تصحيح موسّعة، خاصةً في ظل غياب محفزات جديدة وضعف السيولة وارتفاع التوترات الجيوسياسية.

ومع ترقّب المستثمرين لبيانات اقتصادية مفصلية وتطورات الخلافات السياسية، يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تقلبات حادة واختبارات حقيقية لصلابة السوق واستمراريته.