بيتكوين تفقد زخمها بعد عام مليء بالإنجازات القياسية: تحليل وتوقعات مستقبلية

شهدت عملة بيتكوين تراجعًا في أدائها مع اقتراب نهاية عام 2024، بعد سلسلة من الإنجازات القياسية التي شهدتها خلال العام نفسه. فبعد أن كانت العملة الرقمية على صعود مستمر، تداولت بيتكوين في حدود 94,500 إلى 95,400 دولار، وهو أقل بحوالي 14,000 دولار من أعلى مستوى قياسي سجلته في 17 ديسمبر 2024. ويُعتبر هذا التراجع بمثابة تحول ملحوظ في مسار العملة، ما يثير تساؤلات حول مستقبلها في الفترة المقبلة.

اختبار متوسط التحرك ومرحلة التماسك

في إطار التحليل الفني، وصلت بيتكوين إلى متوسطها المتحرك لمدة 50 يومًا، وهو ما يثير حذر بعض المحللين. كاتي ستوكتون، المحللة الفنية لدى Fairlead Strategies، أشارت إلى أن اختبار هذا المتوسط المتحرك قد يستدعي تبني موقف أكثر حيادية تجاه العملة الرقمية في الفترة الحالية. وأضافت أن هذه الفترة تُعد مرحلة من التماسك بالنسبة لبيتكوين، مما يعني أن العملة قد تواجه بعض الاستقرار أو التحركات الهامشية قبل اتخاذ اتجاه واضح.

تأثير التوقعات الاقتصادية والسياسات الأمريكية

يرتبط تراجع بيتكوين بالتوقعات السائدة في الأسواق المالية حول تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 2025. مع احتمال تراجع النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ حوافز السياسات النقدية، أصبحت التوقعات أكثر حذرًا بشأن العملات الرقمية، بما في ذلك بيتكوين.

من جانب آخر، هناك تطور مهم يتعلق بالسياسات الاقتصادية المستقبلية، حيث ساهمت التوقعات الخاصة بالسياسات الأمريكية في تقليل تأثير المضاربات التي أثارتها وعود دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، بتخفيف القيود التنظيمية المفروضة على سوق العملات الرقمية. وقد أعرب ترامب عن دعمه لفكرة إنشاء “احتياطي وطني للبيتكوين” في الولايات المتحدة.

دعم الحكومة الأمريكية للعملات الرقمية

مع اقتراب بداية ولاية ترامب الجديدة، يعكس تعيين بيرني مورينو، السيناتور المنتخب الذي يُعرف بتوجهاته المؤيدة للعملات الرقمية، عضويته في لجنة البنوك بمجلس الشيوخ الأمريكية، دعمًا متزايدًا للعملات الرقمية. يعتقد المحللون أن إدارة ترامب قد تساهم في ازدهار سوق الأصول الرقمية في ظل وجود العديد من المدافعين عن هذا القطاع في إدارته.

مايكروستراتيجي تزيد من استثماراتها في بيتكوين

على الرغم من التراجع العام لبيتكوين، استمرت بعض الشركات الكبرى في تعزيز استثماراتها في العملة. أعلنت شركة مايكروستراتيجي عن شراء إضافي للبيتكوين بقيمة 561 مليون دولار، حيث كان متوسط السعر قريبًا من أعلى مستويات الأسبوع الماضي. وبذلك، تكون الشركة قد أتمت شراء بيتكوين سابعًا على التوالي، حيث تحولت من شركة برمجيات إلى مستثمر رئيسي في بيتكوين. هذا التحول في سياسة الشركة يعكس ثقة متزايدة في البيتكوين كأداة استثمارية.

تدفقات المستثمرين إلى صناديق بيتكوين

من جانبه، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تستثمر في بيتكوين تدفقات صافية تجاوزت 12 مليار دولار منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، تباطأت وتيرة هذه التدفقات في الآونة الأخيرة، حيث سجلت الصناديق أعلى تدفقات خارجية يومية في 19 ديسمبر 2024، مما يعكس بعض القلق بين المستثمرين حول مستقبل العملة.

أداء بيتكوين وسوق العملات الرقمية بشكل عام

على الرغم من التراجع الحالي، حققت بيتكوين عوائد مذهلة في 2024، حيث سجلت 125% زيادة منذ بداية العام، متفوقة بذلك على الأسواق التقليدية مثل الأسهم العالمية والذهب. كما أن مؤشر سوق العملات الرقمية الأوسع، الذي يشمل عملات أخرى مثل الإيثر والدوجكوين، أظهر أداءً قويًا في الأشهر الأخيرة، مما يساهم في تعزيز التفاؤل العام بشأن نمو هذا القطاع.

التحليل الختامي والتوقعات المستقبلية

في الختام، يُظهر التراجع الأخير في بيتكوين أنه رغم النجاح القياسي الذي حققته العملة الرقمية في 2024، فإنها قد تواجه تحديات في المستقبل القريب، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يظل التفاؤل قائمًا بفضل الدعم المتزايد من بعض الحكومات والشركات الكبرى مثل مايكروستراتيجي، بالإضافة إلى سياسات ترامب التي قد تعزز نمو سوق الأصول الرقمية.