البيتكوين يرتفع قليلاً.. والعملات الرقمية الأخرى تشهد أداءً متبايناً.

شهدت أسواق العملات الرقمية بداية أسبوع متقلبة، اتسمت بمكاسب محدودة لعملة البيتكوين، التي استعادت بعض الزخم واستقرت فوق مستوى 104 ألف دولار، في حين تراجعت غالبية العملات البديلة في ظل استمرار عمليات التصحيح وتنامي المخاوف التنظيمية من الجهات الرقابية الأميركية.

ورغم التحركات المتباينة، يواصل السوق استيعاب الأنباء القادمة من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، التي أطلقت تحذيرات قوية بشأن مشروعية بعض أدوات الاستثمار الجديدة في سوق الأصول الرقمية، خصوصًا ما يتعلق بصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بـ”مكافآت التخزين” (staking rewards).

تفاصيل التحذير: SEC تلوّح برفض صناديق تخزين العملات

في خطوة تحمل آثارًا كبيرة على مستقبل الاستثمارات المؤسسية في سوق الكريبتو، أعربت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عن اعتراضات قانونية بشأن صناديق مؤشرات متداولة تعِد بمنح المستثمرين مكافآت دورية نتيجة مشاركة عملاتهم في عمليات التخزين (staking).

ورأت الهيئة أن هذه الأدوات المالية لا تنطبق عليها التعريفات القانونية المعمول بها في القانون الفيدرالي للأوراق المالية، ما قد يعوق إمكانية إدراجها في الأسواق. ويخشى مراقبون من أن هذا الموقف التنظيمي يعيد حالة الغموض القانوني التي تسببت في سنوات سابقة بتقلبات حادة وتقويض شهية المستثمرين المؤسسيين تجاه سوق العملات الرقمية.

البيتكوين: صعود خجول يكشف حذر المستثمرين

في المقابل، واصلت البيتكوين، العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية، حركتها الصعودية المحدودة اليوم، حيث ارتفعت بنسبة 0.53% لتصل إلى 104,943 دولارًا، وفقًا لبيانات منصات التداول العالمية.

ورغم هذا الارتفاع الطفيف، لا تزال البيتكوين تحت ضغط تصحيحي مستمر، حيث فقدت ما نسبته 4.20% من قيمتها على أساس أسبوعي، بعد أن وصلت الشهر الماضي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق متجاوزة 109,000 دولار. ويُعزى هذا التراجع جزئيًا إلى موجات من جني الأرباح، إضافة إلى تحفظ بعض المتداولين بسبب الأجواء التنظيمية غير المستقرة.

وتبلغ القيمة السوقية الإجمالية للبيتكوين حاليًا نحو 2.08 تريليون دولار، بينما انخفض حجم التداول اليومي إلى 37.07 مليار دولار، ما يشير إلى ميل السوق نحو التهدئة والترقب.

العملات البديلة تحت الضغط: انحدار للإيثيريوم وتقلب في البقية

تعرّضت العملات البديلة (Altcoins) لتراجع جماعي تقريبًا خلال تداولات الإثنين، وسط ضغوط بيعية واضحة انعكست على الأسعار اليومية، وإن بدرجات متفاوتة.

• إيثيريوم (Ethereum): تراجعت بنسبة 0.43% إلى مستوى 0.60 دولار، ما يشير إلى انخفاض الاهتمام قصير الأجل رغم قوة شبكة الإيثيريوم على المدى البعيد.
  
• ريبل (XRP): انخفضت بنسبة 0.20% ليستقر سعرها عند 2.1594 دولار، وسط استمرار الجدل القانوني حول تصنيفها كأوراق مالية.
  
• بينانس كوين (BNB): خالفت الاتجاه العام بارتفاع 0.23% لتصل إلى 657.00 دولار، ما يعكس استمرار الثقة في منصة بينانس رغم المشكلات القانونية التي تواجهها.
  
• كاردانو (ADA): سجلت مكاسب طفيفة بنسبة 0.19% لتُتداول عند 0.6787 دولار.
  
• دوجكوين (DOGE): ارتفعت بنسبة 0.26% إلى 0.190534 دولار، مستفيدة من دعم مجتمعها الرقمي الواسع وتداولات الأفراد.
  

ما بين التنظيم والتقنية: السوق أمام اختبار واقعي

تضع هذه التحركات السوق أمام حالة معقدة من التجاذب بين الواقع التنظيمي المتشدد في بعض الدول الغربية، وبين الديناميكية التقنية السريعة التي تدفع العملات الرقمية نحو التوسع في الابتكار واستخدام حالات جديدة، مثل العقود الذكية، والتطبيقات اللامركزية، والتمويل المفتوح (DeFi).

كما أن غياب الأطر التنظيمية الموحدة عالميًا ما زال يشكل حاجزًا نفسيًا أمام دخول السيولة الكبيرة إلى السوق، حيث يتردد المستثمرون المؤسسيون في المراهنة بأصول ضخمة في بيئة غير مستقرة قانونيًا.

تحليل استراتيجي: هل تستعيد العملات الرقمية زخمها قريبًا؟

رغم التراجع الأسبوعي، يرى عدد من المحللين أن البيتكوين لا تزال تحافظ على منحى صاعد طويل الأجل، طالما بقيت فوق الحاجز النفسي عند 100 ألف دولار، خصوصًا مع اقتراب النصف التالي (halving) المتوقع له أن يعزز الندرة ويضغط العرض.

كما أن تحسّن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، مع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال النصف الثاني من 2025، قد يلعب دورًا في إعادة ضخ السيولة إلى الأصول الرقمية عالية المخاطرة.