آخر الأخبار
“الخرف الرقمي”: تحليل جديد يكشف ضعف الذكاء الاصطناعي في المهام المعرفية المعقدة

بينما يُتحدث عن القدرات الاستثنائية لنماذج الذكاء الاصطناعي، لا سيما برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT وClaude، وتُبنى الآمال حول إمكانية أن تحل هذه النماذج محل الأطباء البشريين في المستقبل القريب، أظهرت دراسة حديثة نتائج مناقضة تمامًا لهذه الفكرة، حيث كشفت عن عجز إدراكي في هذه النماذج يشبه إلى حد بعيد أعراض الخرف المبكر عند البشر.
الاختبار الذي يكشف الخرف الرقمي
في إطار فحص القدرات المعرفية لنماذج الذكاء الاصطناعي، أُجريت دراسة باستخدام اختبار MoCA (اختبار القدرات المعرفية للشيخوخة)، الذي يُستخدم بشكل تقليدي لتشخيص الخرف المبكر أو الضعف الإدراكي لدى كبار السن. تم تصميم هذا الاختبار لتقييم مجموعة متنوعة من المهام المعرفية مثل الذاكرة، الانتباه، اللغة، المهارات البصرية المكانية، والوظائف التنفيذية، مع إعطاء درجة من 30 نقطة تُعتبر درجة 26 أو أكثر طبيعية.
نتائج الاختبار على نماذج الذكاء الاصطناعي
تم تطبيق اختبار MoCA على نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية مثل ChatGPT 4، Claude 3.5 Sonnet، وGemini 1.5، وُوجد أن هذه النماذج، رغم تفوقها في بعض المهام المعرفية، أظهرت ضعفًا ملحوظًا في مجالات أخرى. وعلى الرغم من التفوق النسبي لبعض النماذج مثل ChatGPT 4o، الذي حصل على 26 من 30 في اختبار MoCA، إلا أن الأداء العام لجميع النماذج في المهام التي تتطلب وظائف بصرية وتنفيذية كان دون المستوى المطلوب.
على سبيل المثال، فشلت جميع النماذج في المهام البصرية المكانية مثل رسم المسار، ورسم الساعة، واختبار التذكر المتأخر، وهي مهام تُستخدم لتقييم قدرة الدماغ البشري على التصور المكاني والتنفيذ الوظيفي المعقد.
الإعاقات المعرفية لنماذج الذكاء الاصطناعي
بالرغم من التحسينات التي شهدتها هذه النماذج على مدار السنوات الأخيرة، إلا أن الدراسة أظهرت أداءً ضعيفًا في المهام التي تتطلب التجريد البصري والقدرة على التنفيذ الفعّال. هذه النتائج تتناقض مع التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي ستتمكن من استبدال الأطباء في المستقبل القريب، بما في ذلك علماء الأعصاب.
التقييم المستقبلي لقدرات الذكاء الاصطناعي
أوضحت الدراسة أن الاختلافات الجوهرية بين الدماغ البشري ونماذج الذكاء الاصطناعي تساهم في العجز الواضح للنماذج في بعض المجالات. فبينما يُمكن لهذه النماذج أن تميز وتقدم حلولًا سريعة في العديد من المهام المعرفية مثل اللغة، فإن المهام التي تتطلب التفاعل مع البيئة أو الوظائف التنفيذية ما زالت تمثل تحديًا كبيرًا.
الإدراك البشري مقابل الذكاء الاصطناعي
من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من التطور الملحوظ في نماذج اللغة الكبيرة، فإن هذه النماذج لا تستطيع مجاراة الدماغ البشري في بعض المهام المعرفية المعقدة، وهو ما يجعل من غير المحتمل أن يتم استبدال الأطباء أو علماء الأعصاب بتقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.
الختام: آفاق المستقبل
بالنظر إلى النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة، يبدو أن التوقعات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في استبدال التخصصات الطبية الكبيرة مثل علم الأعصاب قد تكون مبالغًا فيها في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُعد أداة قوية، إلا أن هناك العديد من المهام المعرفية المعقدة التي ما زال من غير الممكن أن يحلها هذا الذكاء الاصطناعي بشكل فعال. لذا تبقى القدرات البشرية في هذه المجالات الطبية أساسية.