“دو” تطلق أكبر مركز بيانات فائق في الإمارات بالشراكة مع مايكروسوفت

في إنجاز جديد يعزز موقع دولة الإمارات العربية المتحدة على خارطة الابتكار العالمية، شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، إطلاق مشروع ضخم لبناء مركز بيانات فائق السعة تابع لشركة “دو”، خلال فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”. ويُعدّ هذا المشروع خطوة استراتيجية استثمارية كبرى، تقدر قيمته بنحو ملياري درهم إماراتي، ويأتي في إطار الجهود الحثيثة لتعزيز البنية التحتية الرقمية ودعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

المركز الجديد ليس مجرد توسع في الخدمات التقنية، بل يمثل نقلة نوعية في قدرات الدولة على استيعاب النمو الهائل في الطلب على الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة. وقد تم تصميم المشروع ليتم تنفيذه على مراحل متقدمة، بما يتيح تطوير سعته الاستيعابية تدريجيًا وفقًا لمتطلبات السوق المتنامية.

في ظل التنافس العالمي على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، تتصدر الإمارات المشهد بتقديم حلول تكنولوجية متقدمة تستند إلى بنية تحتية قوية، آمنة، ومرنة. وسيكون مركز البيانات الجديد أحد أهم الركائز لدعم الأنظمة الذكية والخدمات الرقمية في مختلف القطاعات، من الصحة إلى النقل والتعليم.

تتعاون “دو” في تنفيذ هذا المشروع الطموح مع شركة “مايكروسوفت” العالمية، التي ستكون من أبرز المستفيدين من سعة المركز، حيث ستُخصص جزءًا كبيرًا منها لتشغيل خدماتها السحابية المتقدمة في المنطقة. تعكس هذه الشراكة الاستراتيجية الثقة الكبيرة التي تحظى بها بيئة الأعمال في الإمارات، وتؤكد المكانة الريادية للدولة في احتضان الشركات التكنولوجية العملاقة.

وخلال إطلاق المشروع، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهذه الخطوة، قائلاً:

“البيانات ثروة المستقبل وركيزة تطور التكنولوجيا، وسنواصل تقديم الدعم المطلوب لجميع الشركات المحلية والعالمية لنواصل مسيرة صناعة المستقبل وتسخير التكنولوجيا لخدمة مجتمعاتنا”.

دور “دو” في تمكين التحول الرقمي:

يمثل هذا المشروع محورًا أساسيًا في استراتيجية “دو” للتحول نحو مقدم شامل للحلول الرقمية، وليس مجرد مشغّل اتصالات تقليدي. ويمثل المركز الجديد امتدادًا طبيعيًا لرؤية الشركة في التوسع نحو تقنيات المستقبل، وتأكيدًا على التزامها بالمساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد رقمي متكامل في الإمارات.

كما يعزز المشروع من قدرة “دو” على توفير حلول الحوسبة السحابية الآمنة والموثوقة، ويمنح المؤسسات الوطنية والدولية خيارات مرنة لتخزين ومعالجة البيانات ضمن بيئة رقمية متقدمة تتسم بالتحكم المحلي الكامل، ما يعزز من مفهوم سيادة البيانات والأمن السيبراني.

دعم مباشر لخطة دبي لتبني الذكاء الاصطناعي:

يتماشى إطلاق مركز البيانات الجديد مع أهداف خطة دبي السنوية لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي 2024، والتي أطلقها سمو ولي عهد دبي، وتستند إلى عدة محاور، من ضمنها:

• إعداد وتطوير الكفاءات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  
• تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية.
  
• إنشاء بنية تحتية متقدمة تشمل مراكز بيانات ضخمة تدعم التقنيات المستقبلية.
  

وقد شهدت دبي بالفعل نقلة نوعية في حجم الاستثمارات الموجهة لبناء مراكز بيانات متطورة، وهو ما يعزز من قدرتها على احتضان مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة على المستويين المحلي والعالمي.

يمثل المركز المرتقب بنية أساسية مرنة تدعم مختلف التقنيات المستقبلية، من الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى تعلم الآلة، والحوسبة الفائقة. كما يلبي الطلب المتزايد على خدمات البنية التحتية الرقمية، ويدعم احتياجات القطاعات الحكومية والخاصة، مما يسهم بشكل مباشر في تعزيز تنافسية دولة الإمارات عالميًا.

كما أن البنية التحتية القوية التي تمتلكها “دو” تسهم في دعم المؤسسات والشركات في رحلة تحولها الرقمي، من خلال تقديم حلول مرنة وآمنة تعزز التحكم المحلي في البيانات وتساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بنقل البيانات خارج حدود الدولة.

إن التزام “دو” بإطلاق هذا المشروع العملاق ليس فقط خطوة تجارية، بل هو إسهام مباشر في بناء مستقبل الإمارات الرقمي، وترسيخ لمكانتها كعاصمة عالمية للتقنيات الحديثة. ومع التوسع المستمر في مشاريع البنية التحتية الرقمية، تصبح الإمارات أكثر جاهزية لقيادة التحولات القادمة في الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية.