آخر الأخبار
دبي تمضي بثبات نحو الريادة العالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية عبر برنامج استراتيجي طموح حتى 2033

في خطوة تعكس الرؤية المستقبلية الطموحة لإمارة دبي، وضمن جهودها الحثيثة لتعزيز التنويع الاقتصادي وتوسيع آفاق الاقتصاد الرقمي، أظهرت دراسة حديثة صادرة عن “برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033″، الذي تُشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، مؤشرات نمو واعدة تؤكد مكانة دبي كمركز صاعد ومؤثر في قطاع الألعاب الإلكترونية على المستوى العالمي.
نمو ملحوظ في عدد الشركات العاملة بالقطاع
أفادت الدراسة أن دبي أصبحت اليوم موطنًا لأكثر من 350 شركة تعمل في مختلف تخصصات الألعاب الإلكترونية، وهي نسبة تُعد مرتفعة بالنظر إلى حداثة عمر البرنامج الذي انطلق رسميًا في نوفمبر 2023. ويمثل هذا القطاع واحدًا من أبرز مكونات الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث تُقدّر قيمته السوقية بنحو 200 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بمزيد من التوسع خلال الأعوام المقبلة.
من بين هذه الشركات، تُركّز نحو 260 شركة (أي 74%) على تطوير الألعاب الرقمية، ما يعكس حيوية البنية التحتية التقنية والبيئة التشريعية الجاذبة في الإمارة، وقدرتها على احتضان المواهب وتحفيز الابتكار في هذا القطاع الحيوي. كما أن 67% من هذه الشركات تتخذ من دبي مقرًا رئيسيًا لها، بما يشمل كبرى شركات التكنولوجيا العالمية التي تمثل 12% من إجمالي الشركات، ما يبرز مدى الثقة الدولية المتزايدة بالإمكانيات الاقتصادية لدبي.
نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة
من اللافت أن أكثر من 60 شركة جديدة قد تم تأسيسها خلال الأشهر القليلة الماضية، منذ إعلان انطلاق البرنامج، وهو ما يُمثل نموًا بنسبة 16.6%، ويؤكد الجاذبية الاستثمارية العالية التي يتمتع بها هذا القطاع في دبي، بفضل التشريعات المرنة، والدعم المؤسسي، وتوفير بيئة أعمال مرنة وابتكارية.
رؤية القيادة: ريادة عالمية وتوظيف آلاف الشباب
جاء إطلاق “برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033” بمبادرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، ليُرسّخ موقع دبي كمحور عالمي لصناعة الألعاب الإلكترونية.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق طموحات كبيرة تتمثل في:
- ضم دبي إلى قائمة أفضل 10 مراكز لصناعة الألعاب الإلكترونية عالميًا بحلول عام 2033.
- توفير ما يصل إلى 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في هذا المجال خلال العقد المقبل.
- المساهمة بنحو مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي من خلال الأنشطة المرتبطة بالألعاب الإلكترونية.
منظومة دعم متكاملة ومحفّزات متعددة
وفي تعليق له على هذه النتائج، أكد سعادة خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن هذه الأرقام تعكس الرؤية الناجحة التي تنتهجها الإمارة لتعزيز اقتصاد المستقبل، لاسيما عبر دعم القطاعات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز، والاقتصاد الإبداعي.
وأشار بلهول إلى أن قطاع الألعاب الإلكترونية لم يعد مجرد مجال ترفيهي، بل تحول إلى رافد اقتصادي واعد، يسهم في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، من خلال تمكين رواد الأعمال، وجذب الاستثمارات، وتحفيز الإنتاج المحلي للمحتوى الرقمي.
محاور استراتيجية لبناء مستقبل رقمي مستدام
يرتكز “برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033” على مجموعة من الركائز الأساسية التي تضمن بناء بيئة رقمية نابضة بالحياة والإبداع، منها:
- تمكين المواهب المحلية والعالمية عبر برامج تعليمية وتدريبية بالشراكة مع مؤسسات أكاديمية مرموقة.
- تحفيز الابتكار وريادة الأعمال من خلال دعم الشركات الناشئة والمطورين المستقلين.
- تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص محليًا وعالميًا، لإيجاد بيئة محفزة للاستثمار.
- تنظيم فعاليات ومعارض متخصصة تُسهم في تسليط الضوء على دبي كمركز رئيسي لصناعة الألعاب.
- تطوير البنية التحتية الرقمية والتشريعية لتوفير بيئة مواتية لتجريب الأفكار والمشاريع.
دبي في طليعة الاقتصاد الرقمي الإبداعي
من خلال هذا البرنامج الطموح، تضع دبي نفسها على خارطة المنافسة الدولية كمركز إنتاج وإبداع في قطاع الألعاب، وهي تخطو بذلك خطوات سبّاقة نحو بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة، يجمع بين التقنية، الإبداع، وريادة الأعمال.
كما أن دعم القطاع يعكس التزام دبي باستشراف المستقبل وتوظيف الإمكانات التكنولوجية لخدمة التنمية الاقتصادية، مما يعزز جاذبية الإمارة كوجهة للأعمال الرقمية والمشاريع الناشئة في مختلف أنحاء العالم.