جامعة دبي الطبية تُطلق مشاريع رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي لخدمة الطب والتعليم

في خطوة غير مسبوقة تؤكد ريادتها في توظيف الذكاء الاصطناعي ضمن القطاعات الحيوية، أعلنت جامعة دبي الطبية عن إطلاق ثلاثة مشاريع فريدة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وهي: مشروع “د.ليلى”، أول خبيرة ذكاء اصطناعي في مجال الطب البديل، ومشروع “د.علياء”، أول عميد مساعد ذكي في القطاع الأكاديمي، بالإضافة إلى المشتل الطبي الذكي الأول من نوعه في المنطقة.

هذه المبادرات لا تُعبّر فقط عن التزام الجامعة بالابتكار، بل تشكل نموذجاً يُحتذى به في كيفية الدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والقطاعات التي تمس صحة الإنسان وتعليمه، في إطار رؤية استراتيجية تستهدف إحداث تحول نوعي في الطب والتعليم العالي.

(د.ليلى).. الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب البديل

أول نظام ذكي عالمي متخصص في العلاج بالأعشاب

مشروع “د.ليلى” يمثل إنجازاً عالمياً غير مسبوق، حيث تُعدّ أول نظام ذكاء اصطناعي متخصص بالكامل في الطب البديل، وبالأخص العلاج بالنباتات والأعشاب الطبية. تعتمد هذه الخبيرة الرقمية على تحليل قواعد بيانات ضخمة من المعلومات السريرية والنباتية لتقديم توصيات علاجية طبيعية دقيقة وآمنة.

تهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاعتماد على العقاقير الكيميائية التقليدية، وفتح الباب أمام استخدام البدائل الطبيعية المعتمدة علميًا، خاصة في حالات الأمراض المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية بسهولة.

مشتل طبي ذكي: حاضنة معرفية للنباتات العلاجية

لضمان توفر مصادر نباتية متنوعة ومحدثة، أنشأت الجامعة أول مشتل طبي داخل حرم جامعي يُدار بالكامل بأنظمة الذكاء الاصطناعي. يحتوي المشتل على أكثر من 156 نوعاً من النباتات الطبية النادرة، تم استيرادها من دول رائدة في مجال الطب التقليدي مثل: الصين، والهند، والبرازيل، والولايات المتحدة.

وتتيح هذه البيئة الذكية مراقبة الظروف المناخية والتربة ونمو النباتات بشكل آني، مما يضمن أعلى درجات الجودة والدقة في الاستخدام العلاجي، ويمثّل أيضاً منصة تدريب وبحث علمي مباشرة لطلبة الجامعة.

نحو مراكز علاجية متخصصة بإشراف أكاديمي

كشفت المهندسة حصة لوتاه، مديرة قسم الذكاء الاصطناعي والابتكار في الجامعة، عن خطط مستقبلية لإعادة تشغيل المركز العلاجي التابع للجامعة ضمن المرحلة الثانية من المشروع، لاستقبال مرضى فعليين وتقديم علاج شامل يرتكز على الطب البديل، مستندًا إلى:

• الطب الإماراتي التقليدي
  
• الطب الصيني
  
• الأيورفيدا الهندي
  

كل ذلك ضمن إطار أكاديمي وتنظيمي دقيق، وباستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة دعم رئيسية في التشخيص والتوصية.

تعاون علمي دولي لتبادل المعرفة وتدريب الطالبات

تحرص جامعة دبي الطبية على بناء شراكات دولية لتعزيز ريادتها، إذ أبرمت اتفاقية تعاون أكاديمي مع جامعة “إيمس” (AIIMS) الهندية المرموقة، كما يجري العمل على اتفاقية مماثلة مع جامعة صينية متخصصة في الطب التقليدي.

تهدف هذه الشراكات إلى:

• تعزيز البحث العلمي المشترك
  
• تبادل التجارب والخبرات الطبية
  
• توفير فرص تدريب عملي للطالبات في مؤسسات علاجية عالمية
  

(د.علياء).. قفزة ذكية في الإدارة الأكاديمية

أول عميد مساعد يعمل بالذكاء الاصطناعي في التعليم العالي

يمثل مشروع “د.علياء” نقلة نوعية في الإدارة الجامعية، حيث تولى هذا النظام الذكي 40 مهمة أكاديمية وإدارية من أصل 260 مهمة تقليدية يقوم بها العميد البشري، أي ما يعادل 20% من العبء الوظيفي، مع إمكانية التوسع مستقبلاً.

من أبرز وظائف “د.علياء”:

• إعداد تقارير الاعتماد الأكاديمي خلال نصف يوم بدلاً من أسبوعين
  
• تحليل بيانات الأداء الأكاديمي ورضا الطلاب بشكل يومي
  
• دعم اتخاذ القرار الإداري خلال أقل من 60 ثانية
  
• تحديث البرامج الدراسية فورياً بناءً على بيانات سوق العمل
  

هذه القدرات تجعل من النظام الذكي أداة داعمة لتعزيز كفاءة الموارد البشرية، وتسريع العمليات الأكاديمية دون المساس بجودة التعليم.

مع تكامل مشاريع “د.ليلى”، و”د.علياء”، والمشتل الطبي الذكي، تكون جامعة دبي الطبية قد رسّخت منظومة متكاملة تجمع بين التعليم، والعلاج، والبحث، ضمن بيئة رقمية ذكية. هذه المنظومة لا تكتفي بمواكبة التحول الرقمي، بل تسبق بخطوات نحو صياغة مستقبل جديد للتعليم الطبي والرعاية الصحية.

من خلال هذه المشاريع، تؤكد جامعة دبي الطبية دورها في تجسيد رؤية دولة الإمارات للتحول إلى عاصمة عالمية للابتكار، خصوصاً في القطاعات التي تمس حياة الإنسان، مثل الصحة والتعليم.

فهذه المبادرات لا تخدم فقط الطلاب والباحثين والمرضى، بل تمثل نموذجًا عالميًا لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية، دون المساس بالأصالة أو القيم العلاجية المتوارثة.

ما تقوم به جامعة دبي الطبية اليوم هو إعادة تعريف ممكنات التعليم الطبي والطب البديل عبر الذكاء الاصطناعي، ليس بوصفه أداة تقنية، بل باعتباره شريكًا فاعلاً في تطوير منظومات بشرية أكثر كفاءة، ومرونة، وإنسانية.

هذه المشاريع تُثبت أن الذكاء الاصطناعي عندما يُدار بحكمة، يمكن أن يصبح جزءًا من الحلول المستدامة لا التحديات، وركيزة لتقدم المجتمعات الصحية والتعليمية في آنٍ واحد.