آخر الأخبار
بسبب المخاطر: حظر “سامسونج جالاكسي نوت 7” من الطيران

رغم مرور ما يقارب عقدًا من الزمن على إطلاقه، لا يزال اسم “سامسونغ غالاكسي نوت 7” يثير القلق، ليس بسبب تقنياته أو تصميمه، بل بسبب سجله الأسود في السلامة. الهاتف الذي وُصف في وقته بأنه ثوري، أصبح لاحقًا رمزًا لفشل بطاريات الليثيوم في أبهى صورها، وها هو يعود إلى دائرة الضوء بعد قرار جديد وحاسم من السلطات الأمريكية.
في تطور مفاجئ، أصدرت وزارة النقل الأمريكية، بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) وإدارة سلامة الأنابيب والمواد الخطرة، أمرًا طارئًا بحظر نقل هاتف Galaxy Note 7 عبر جميع الخطوط الجوية في الولايات المتحدة، سواء في الرحلات الداخلية أو الدولية.
قرار غير مسبوق: الهاتف ممنوع من الطيران!
هذا القرار ليس وليد اللحظة، بل جاء بعد تكرار حوادث ارتفاع حرارة الهاتف بشكل خطير، ووثّقت تقارير عدة اشتعال أو انفجار البطارية أثناء الاستخدام أو الشحن، ما دفع بعض شركات الطيران في الماضي إلى إصدار تعليمات مؤقتة بعدم استخدام الهاتف داخل الطائرات.
الآن، بات الحظر رسميًا ونهائيًا، إذ يُمنع الركاب من حمل الجهاز داخل الطائرة، سواء في أمتعتهم المحمولة أو المشحونة، تفاديًا لأي خطر محتمل قد يهدد سلامة الركاب والطائرة على حدٍ سواء.
عند إطلاقه في أغسطس 2016، استقبل سوق الهواتف الذكية “غالاكسي نوت 7” بحفاوة، وُصف بأنه أحد أفضل هواتف سامسونغ من حيث التصميم والأداء، وكان يحمل في طياته تقنيات مبتكرة وشاشة منحنية جذابة. لكن بعد أسابيع من الإطلاق، بدأت الشكاوى تتوالى بشأن ارتفاع حرارة البطارية، وانفجار عدد من الأجهزة حول العالم.
بحلول سبتمبر من العام ذاته، كانت سامسونغ قد سجلت أكثر من 30 حادثة موثقة لانفجار البطارية، ما دفع الشركة إلى سحب الجهاز من الأسواق العالمية ووقف إنتاجه نهائيًا. وبحسب ما ذكره موقع Indy100، أجرت سامسونغ تحقيقًا شاملاً خلص إلى أن مشكلة التصنيع في خلايا البطارية كانت السبب الرئيسي، وأكدت أنها ستُعيد النظر في معايير اختبار البطاريات مستقبلاً.
جدل على “تيك توك”: كيف تفاعل الجمهور مع الحظر؟
بمجرد إعلان القرار، تصدّر وسم #GalaxyNote7 على منصة تيك توك، وحقق أحد الفيديوهات المتعلقة بالحظر ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة، مما أعاد فتح النقاش حول الذاكرة السيئة لهذا الهاتف.
تنوعت التعليقات بين الساخرة والواقعية، حيث كتب أحد المستخدمين:
“أنا لا أشاهد هذا الفيديو على هاتفي نوت 7، لا تقلقوا.”
بينما سأل آخر بجدية:
“ما زلت لا أفهم، لماذا تم حظر هاتف عمره 10 سنوات؟”
وردّ عليه متابع قائلاً:
“الهاتف قديم جدًا، وغوغل توقفت عن تحديثه، وحتى إن لم ينفجر… فهو لم يعد آمنًا من الناحية الرقمية.”
أزمة بطارية تتحول إلى أزمة ثقة
رغم أن سامسونغ تعاملت بشفافية مع الأزمة، وأجرت تحقيقات داخلية وعلنية، إلا أن الضرر الذي لحق بثقة العملاء كان كبيرًا. فقد أثّرت هذه الحادثة على سمعة الشركة الكورية الجنوبية لسنوات لاحقة، واضطرت إلى تقديم اعتذارات علنية وتعويضات للمتضررين.
كما شكلت هذه الحادثة نقطة تحوّل في تعامل الشركات مع اختبارات البطاريات، إذ باتت معايير الأمان أكثر صرامة، وتم إدخال فحوص متعددة المراحل لضمان عدم تكرار الكارثة.
قد يبدو مستغربًا أن يُعاد فتح ملف هاتف أُطلق قبل قرابة عشر سنوات، لكن الواقع أن بعض المستخدمين ما زالوا يحتفظون بالجهاز، وربما لا يدركون مدى خطورته، خصوصًا في حال استخدام بطاريات بديلة غير أصلية، أو في دول لا تفرض رقابة صارمة على الأجهزة القديمة.
ولهذا، فإن القرار الأمريكي يأتي كإجراء وقائي وتنبيهي، وليس فقط كرد فعل لحادثة جديدة. وهو يسلط الضوء على أهمية التخلص من الأجهزة غير الآمنة، مهما كانت ذكرياتها جميلة أو وظائفها لا تزال تعمل.
حادثة “غالاكسي نوت 7” تذكير مهم بأن حتى الشركات الكبرى، التي تمتلك موارد ضخمة ومختبرات متقدمة، ليست بمنأى عن الإخفاق. وأن خطأ صغيرًا في التصميم أو التصنيع قد يتحول إلى أزمة عالمية تُغيّر وجه الصناعة.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو تطوير بطاريات أقوى وأصغر وأكثر كفاءة، يبقى التحدي الأكبر: السلامة أولاً.