آخر الأخبار
«إي آند الإمارات» تحقق رقمًا قياسيًا عالميًا في سرعة رفع البيانات عبر شبكة الجيل الخامس: إنجاز جديد يعيد رسم مستقبل الاتصال الرقمي

في إنجاز عالمي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعلنت شركة «إي آند الإمارات» (الذراع الاتصالية لمجموعة إي آند) عن تسجيل سرعة غير مسبوقة في رفع البيانات (Uplink) عبر شبكة الجيل الخامس، وصلت إلى 600 ميجابت في الثانية، وذلك ضمن شبكة حية وباستخدام معدات تجارية متوفرة في السوق. هذا الرقم القياسي لا يمثل فقط تقدمًا تقنيًا، بل يعكس أيضًا قدرة الإمارات على ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار الرقمي.
إنجاز تقني بمعايير الإصدار 17 من 3GPP
استندت «إي آند الإمارات» في تحقيق هذا الإنجاز إلى تقنيات معتمدة عالميًا وفقًا لمعايير الإصدار 17 من مشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP)، مما يضمن قابلية توسيع هذا النموذج على نطاق واسع. وشملت التقنيات المستخدمة:
- تجميع النطاقات الترددية (Carrier Aggregation) بين FR1 2100 ميجاهرتز ونطاق C.
- تقنية الإرسال الثلاثي Uplink 3Tx، التي تستخدم ثلاثة هوائيات إرسال لتوزيع الأحمال وتحقيق أقصى كفاءة.
- معدات تجارية CPE (Customer Premises Equipment)، بما يثبت أن هذه التجربة قابلة للتطبيق الفوري على مستوى المستهلك.
ماذا تعني سرعة رفع 600 ميجابت في الثانية؟
سرعة الرفع هي من أكثر الجوانب حيوية في شبكات الجيل الخامس، وخاصة في عصر يرتكز على مشاركة المحتوى، رفع البيانات الضخمة، والبث اللحظي. فهذه السرعة تُحدث نقلة نوعية في قدرات الشبكة، إذ تتيح:
- بث مباشر بجودة 8K دون تأخير.
- تحميل ملفات ضخمة في ثوانٍ.
- تشغيل منصات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بسلاسة.
- تفاعل لحظي مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئات الصناعية.
التطبيقات الصناعية والمؤسسية: قلب التحول الرقمي
لن يكون أثر هذه السرعة مقصورًا على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل المؤسسات في قطاعات متعددة، مثل:
- الصناعة 4.0: حيث يمكن نقل بيانات أجهزة الاستشعار والماكينات في الزمن الحقيقي.
- المدن الذكية: التي تعتمد على رفع فوري لبيانات المرور، الطاقة، والمراقبة البيئية.
- الخدمات اللوجستية: والتي تستفيد من تتبع الشحنات لحظيًا عبر تقنيات إنترنت الأشياء.
- الرعاية الصحية: من خلال تمكين الجراحات عن بُعد، ونقل بيانات المرضى بشكل آني وآمن.
بُعد إقليمي وعالمي: موقع الإمارات في مشهد الاتصالات العالمي
تؤكد هذه الخطوة من «إي آند الإمارات» على التزام الدولة بتطوير البنية التحتية الرقمية، بما يتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2031. وبفضل هذا الإنجاز:
- تصبح الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في توفير بنية تحتية تدعم تطبيقات الجيل الخامس المتقدم (5G-A).
- تتعزز مكانة الدولة في المؤشرات العالمية المتعلقة بالجاهزية التكنولوجية وجودة البنية التحتية الرقمية.
- تُقدم نموذجًا يحتذى به للدول الطامحة إلى بناء اقتصادات رقمية قائمة على الابتكار.
دعم بيئات العمل السحابية والابتكار العالمي
في زمن تُدار فيه المؤسسات عبر منصات رقمية سحابية، تُعد سرعة رفع البيانات عنصرًا حاسمًا في دعم التعاون والإنتاجية، حيث تُمكّن الفرق من:
- مشاركة تصاميم ونماذج ثلاثية الأبعاد في الوقت الحقيقي.
- استخدام تقنيات Digital Twin في القطاعات الهندسية.
- تحسين تجربة العملاء عبر الذكاء الاصطناعي التفاعلي والروبوتات الذكية.
تجربة مستخدم لا مثيل لها
من الناحية الفردية، هذا الإنجاز يفتح أبوابًا جديدة أمام:
- صانعي المحتوى الذين بات بإمكانهم رفع فيديوهات عالية الجودة لحظيًا.
- محبي الألعاب الذين سيتمتعون بتجربة ألعاب سحابية بدون تأخير أو تقطع.
- سكان المنازل الذكية الذين يمكنهم التحكم في أجهزة المنزل بشكل لحظي وسلس.
- مستخدمي خدمات البث المباشر الذين سيستفيدون من أداء مستقر وموثوق.
نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة
يمثل هذا الابتكار خطوة محورية في تصميم شبكات أكثر استدامة، إذ أن تقنيات مثل Uplink 3Tx تسهم في:
- خفض استهلاك الطاقة عبر توزيع الحمل بكفاءة.
- رفع كفاءة الطيف الترددي واستخدام الموارد التقنية المتاحة.
- تمكين التوسعة الذكية لتلبية الطلب المتزايد على البيانات دون الحاجة إلى بنى تحتية ضخمة جديدة.
يُثبت إنجاز «إي آند الإمارات» أن مستقبل الاتصال لم يعد مجرد وسيلة تكنولوجية، بل هو عامل حاسم في تشكيل اقتصادات الدول، وتحقيق رفاهية الأفراد، ورفع كفاءة القطاعات الحيوية. ومن خلال الجمع بين الابتكار، الالتزام بالمعايير العالمية، والاستثمار في التقنيات المتقدمة، تضع الإمارات بصمتها بقوة على خريطة المستقبل الرقمي.