آخر الأخبار
مصر تطلق أول روبوت مرور في العاصمة الإدارية: دمج الذكاء الاصطناعي بالتنظيم المروري

في خطوة تعكس التوجّه المصري نحو الرقمنة واعتماد التكنولوجيا الحديثة في إدارة الخدمات العامة، شرعت وزارة الداخلية المصرية في تجربة تشغيل أول “روبوت مرور” في شوارع العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك للمرة الأولى على مستوى البلاد، وتحديدًا في نطاق حي الوزارات الحيوي.
يأتي هذا التطور ضمن مشروع طموح يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في تنظيم حركة المرور، بما يعزز الكفاءة المرورية ويقلّل من التكدسات، ويُعدّ هذا التحرك نقلة نوعية في إطار رؤية الدولة المصرية للتحول الرقمي وتطوير البنية التحتية للخدمات الأمنية والمدنية.
قدرات الروبوت ومهامه
الروبوت الجديد ليس مجرد أداة جامدة، بل يتمتع بقدرات تقنية متقدمة تُمكّنه من أداء مهام متعددة تشمل:
- تنظيم حركة المرور عند التقاطعات والمداخل الحيوية.
- توجيه السائقين وتنبيههم لأي تغييرات مرورية أو وجود أعمال على الطريق.
- رصد المخالفات المرورية ومراقبة سلوك المركبات.
- تقديم إرشادات مرئية وصوتية للمواطنين، ما يسهم في نشر الثقافة المرورية وتعزيز الوعي العام.
الروبوت مزوّد بكاميرات دقيقة وحساسات ذكية، تسمح له بالتفاعل مع البيئة المحيطة ومراقبة الحالة المرورية بشكل لحظي، ما يُمكّنه من اتخاذ قرارات فورية تساعد في تحسين حركة السير.
الطائرات بدون طيار (الدرون) تدخل الخدمة
وفي تطوّر متوازٍ، أكدت مصادر أمنية مطلعة لوسائل إعلام محلية أن الوزارة تدرس حاليًا توسيع نطاق استخدام الدرون في المهام المرورية. وتشمل هذه المهام:
- رصد المخالفات المرورية من الجو.
- تصوير حالة الطرق والمحاور الرئيسية لتقييم الانسيابية.
- توثيق لقطات جوية لمساعدة غرف العمليات في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية.
هذه التكنولوجيا، في حال اعتمادها بشكل رسمي، ستعزز من قدرة الأجهزة المرورية على التحكم بكفاءة في شبكة الطرق، وخاصة في المدن الجديدة والمناطق التي تشهد توسعًا عمرانيًا سريعًا مثل العاصمة الإدارية.
تكنولوجيا مرورية سابقة
من الجدير بالذكر أن وزارة الداخلية لم تبدأ من الصفر في مسألة تحديث قطاع المرور. فقد شرعت منذ سنوات في استخدام أجهزة رادار حديثة قادرة على تغطية مساحات واسعة تصل إلى ثماني حارات مرورية، مع تصوير فوري للمخالفات بدقة عالية، وهو ما ساعد في الحد من العديد من السلوكيات غير القانونية على الطرق.
المستقبل الذكي لشوارع مصر
إدخال “روبوتات المرور” والدرون في الحياة اليومية يعكس حرص الدولة المصرية على اعتماد التقنيات الذكية في إدارة الحراك المروري، خصوصًا في المدن التي تُعد نموذجًا للمستقبل مثل العاصمة الإدارية الجديدة.
وإذا ما أثبتت هذه التجارب نجاحها، فقد نشهد قريبًا انتشارًا واسعًا لهذه النماذج التقنية في القاهرة الكبرى، والإسكندرية، وغيرها من المدن الرئيسية، ما من شأنه أن يُحدث ثورة في مفهوم تنظيم الطرق وتقديم الخدمات الأمنية.