آخر الأخبار
إيلون ماسك من الرياض: الروبوتات ستقود اقتصاداً غير محدود.. ومستقبل البشرية بيد الذكاء الاصطناعي

في حديث أثار الكثير من الجدل والحماس خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي أقيم في العاصمة الرياض، استعرض إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، رؤيته المستقبلية الجذرية لعالم يسوده الذكاء الاصطناعي والروبوتات الشبيهة بالبشر. وبلغة حاسمة ومتحمسة، أكد ماسك أن البشرية تتجه نحو “عالم مختلف جذرياً، عالم جيد ومثير”، حيث ستتواجد “عشرات المليارات من الروبوتات البشرية”.
وشبّه ماسك هذا المستقبل القريب بعالم سلسلة أفلام “Star Wars”، حيث يتمكن الأفراد من اقتناء روبوتات مشابهة لـ “C3PO” و”R2D2″، مشيراً إلى أن الجميع سيود امتلاك روبوت شبيه بالبشر في ظل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي.
وأشار ماسك إلى الأثر العميق لهذا التحول على الاقتصاد العالمي، قائلاً: “عندما تدخل الروبوتات الشبيهة بالبشر في صلب النشاط الاقتصادي، فإن القدرة الإنتاجية ستتوسع بشكل غير محدود، وقد نشهد اقتصاداً يعادل عشرة أضعاف الاقتصاد العالمي الحالي”. وأضاف أن وفرة الموارد ستصبح واقعاً ملموساً، حيث “لن يفتقر أحد إلى شيء”.
وفي استعراض حي لهذه الطموحات، كشف ماسك أنه قدّم عدداً من روبوتات “أوبتيموس” التي تطورها شركة تسلا خلال القمة السعودية الأميركية. ومن بين تلك العروض، أشار إلى قيام أحد الروبوتات بأداء رقصة ترمب، معتبراً ذلك “لفتة رائعة”، ودليلاً على مدى التقدم في تفاعل هذه الروبوتات مع البشر من خلال المشي والرقص والتفاعل الجسدي واللمسي.
وأكد ماسك أن روبوت “أوبتيموس” قد أصبح قادراً اليوم على أداء العديد من المهام المعقدة، مثل حمل الأشياء، تقديم الطعام، التفاعل مع البيئة من خلال اللمس، بل وحتى رعاية الأطفال والحيوانات الأليفة والنباتات، ما يعزز من إمكانية دمجه بسلاسة في الحياة اليومية.
أما على صعيد مستقبل الدخل العالمي، فقد رفض ماسك فكرة “الدخل الأساسي الشامل” المطروحة في الأوساط الاقتصادية، مرجحاً بدلاً من ذلك ما أسماه “الدخل المرتفع الشامل”، حيث سيكون بمقدور الأفراد الحصول على ما يريدونه من سلع وخدمات بفضل الإنتاجية غير المحدودة التي ستوفرها الروبوتات.
وأضاف ماسك أن هذا التحول سيغير التركيبة الاقتصادية والاجتماعية للبشرية بشكل عميق، مشيراً إلى أنه بحلول عام 2040، قد يفوق عدد الروبوتات البشرية عدد سكان العالم.
دور “xAI” في هذا التحول
تطرق ماسك أيضاً إلى شركته الجديدة “xAI”، والتي تمثل أحد أهم مشاريعه في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هدف “xAI” هو التعامل مع ما يُعرف بـ “مشكلة الذكاء الاصطناعي العام”، وتطوير منظومة ذكاء اصطناعي تكون “في سعي دائم وراء الحقيقة”.
وقال ماسك إن المهمة الجوهرية لـ “xAI” تكمن في فهم الكون، واكتشاف أصوله، والتنبؤ بمستقبله، مضيفاً: “من المهم جداً أن يكون الذكاء الاصطناعي باحثاً عن الحقيقة. هذا هو صميم عملنا في xAI”.
الجدير بالذكر أن xAI تم إطلاقها في مارس، وهي ثمرة دمج بين منصة “إكس” (المعروفة سابقاً بتويتر) وبين مشاريع ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقارير نقلتها وكالة بلومبرغ، فإن xAI تجري حالياً محادثات لجمع تمويل بقيمة 20 مليار دولار، ما قد يجعلها ثاني أكبر جولة تمويل في تاريخ الشركات الناشئة، بعد صفقة تمويل “أوبن إيه آي” التي بلغت 40 مليار دولار. وتُقدّر قيمة xAI حالياً بأكثر من 120 مليار دولار.
ويبدو أن إيلون ماسك يسعى إلى ترسيخ مكانة شركته الجديدة كقوة فاعلة في عالم الذكاء الاصطناعي، إلى جانب “أوبن إيه آي” و”غوغل ديب مايند”، في سباق عالمي محموم نحو السيطرة على الذكاء الاصطناعي العام.